مع اقتراب عيد الأم تزداد عملية البحث عن أفكر الهدايا لتقديمها في تلك المناسبة، وتعد قصائد الشعر من ارق الهدايا التي يمكن تقديمها في تلك المناسبة، وتستعرض بوابة الفجر في السطور التالية قصيدة عن الأم للشاعر السوري نزار قباني. لماذا يختلف تاريخ الاحتفال بعيد الأم من دولة إلى أخرى؟ عيد الأم.. من صاحب فكرة الاحتفال في مصر؟ عيد الأم 2023.. أفضل الهدايا البسيطة لـ "ست الحبايب" أجمل كلمات عيد الأم 2023 رسائل تهنئة للأم "ست الحبايب" عيد الأم.. قصيدة خمس رسائل إلى أمي يقول نزار قباني: صباح الخير يا حلوة صباح الخير يا قديستي الحلوة مضى عامان يا أمي على الولد الذي أبحر برحلته الخرافية وخبأ في حقائبه صباح بلاده الأخضر وأنجمها، وأنهرها، وكل شقيقها الأحمر وخبأ في ملابسه طرابينًا من النعناع والزعتر وليلكةً دمشقية أنا وحدي دخان سجائري يضجر ومني مقعدي يضجر وأحزاني عصافير تفتش بعد عن بيدر عرفت نساء أوروبا عرفت عواطف الإسمنت والخشب عرفت حضارة التعب وطفت الهند، طفت السند، طفت العالم الأصفر ولم أعثر على امرأةٍ تمشط شعري الأشقر وتحمل في حقيبتها إلي عرائس السكر وتكسوني إذا أعرى وتنشلني إذا أعثر أيا أمي أيا أمي أنا الولد الذي أبحر ولا زالت بخاطره تعيش عروسة السكر فكيف فكيف يا أمي غدوت أبًا ولم أكبر؟ صباح الخير من مدريد ما أخبارها الفلة؟ بها أوصيك يا أماه تلك الطفلة الطفلة فقد كانت أحب حبيبةٍ لأبي يدللها كطفلته ويدعوها إلى فنجان قهوته ويسقيها ويطعمها ويغمرها برحمته ومات أبي ولا زالت تعيش بحلم عودته وتبحث عنه في أرجاء غرفته وتسأل عن عباءته وتسأل عن جريدته وتسأل حين يأتي الصيف عن فيروز عينيه لتنثر فوق كفيه دنانيرًا من الذهب سلامات سلامات إلى بيتٍ سقانا الحب والرحمة إلى أزهارك البيضاء فرحة ساحة النجمة إلى تختي إلى كتبي إلى أطفال حارتنا وحيطانٍ ملأناها بفوضى من كتابتنا إلى قططٍ كسولاتٍ تنام على مشارقنا وليلكةٍ معرشةٍ على شباك جارتنا مضى عامان يا أمي ووجه دمشق، عصفور يخربش في جوانحنا يعض على ستائرنا وينقرنا برفقٍ من أصابعنا قصيدة عن الأم نزار قباني مضى عامان يا أمي وليل دمشق فل دمشق دور دمشق تسكن في خواطرنا مآذنها تضيء على مراكبنا كأن مآذن الأموي قد زرعت بداخلنا كأن مشاتل التفاح تعبق في ضمائرنا كأن الضوء، والأحجار جاءت كلها معنا أتى أيلول يا أماه وجاء الحزن يحمل لي هداياه ويترك عند نافذتي مدامعه وشكواه أتى أيلول أين دمشق؟ أين أبي وعيناه وأين حرير نظرته؟ وأين عبير قهوته؟ سقى الرحمن مثواه وأين رحاب منزلنا الكبير وأين نعماه؟ وأين مدارج الشمشير تضحك في زواياه وأين طفولتي فيه؟ أجرجر ذيل قطته وآكل من عريشته وأقطف من بنفشاه دمشق، دمشق يا شعرًا على حدقات أعيننا كتبناه ويا طفلًا جميلًا من ضفائره صلبناه جثونا عند ركبته وذبنا في محبته إلى أن في محبتنا قتلناه
مشاركة :