قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن الأزمة الأوكرانية -; الروسية والتنافس الأمريكي- الصيني من أخطر ما رأته البشرية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945. وأوضح أبو الغيط، خلال مشاركته في ندوة التقرير الاستراتيجي العربي، اليوم الأحد، ضرورة فهم الثقافتين الروسية والصينية وعدم الاقتصار على النقل عن الأدبيات والمصادر الغربية، وتابع: “العرب حذرون في التعامل مع الأزمة الأوكرانية وتأثيراتها”. وبيّن أن الحرب تدور في البحر الأسود وشرق أوروبا، وهي منطقة ترتبط بالقلب الآسيوي- الأوروبي، متابعا: “إننا أمام بزوغ كتلتين واحدة اسمها الكتلة الأوروآسيوية وهي عبارة عن تحالف صيني- روسي، والثانية العالم الغربي الذي يضم القوى البحرية للقارة الأمريكية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، وحلف الأطلسي”، معتبراً أن المسألة بين الصين والولايات المتحدة تجاوزت التنافس. كما لفت إلى أن هناك نظرية في السياسة الغربية تشير إلى أن الدولة المهيمنة تحاول منع صعود الدولة الصاعدة، مضيفًا: “هذا كله لا يغيب عن الصين التي تبني قوة بحرية كبيرة قادرة على منافسة أمريكا في المحيط الهادئ وربما العالم”. واستطرد حديثه بالقول: “إن التقييم لمفاهيم الحرب الحديثة كان غائباً، مشيرا إلى أن هناك تساؤلات تدور في المجال العسكري مثل دور الدبابات والطائرات المسيرة والقوات الجوية، خاصة مع قرار الغرب بتزويد أوكرانيا بالدبابات”. واعتبر أبو الغيط أن الحرب الروسية -; الأوكرانية هي بقايا الحرب الأهلية السوفيتية نتيجة انفجار الاتحاد السوفيتي، وهو ما نراه بين روسيا وأوكرانيا، وبين وأرمينيا وأذربيجان، وبين طاجيسكتان وقرغيزستان، مثلما شهدنا الحروب اليوغسلافية خلال تفكك يوغسلافيا. ولفت إلى البعد الإقليمي في الأزمة الأوكرانية، موضحا أن دولتين إسلاميتين من الشرق الأوسط حققتا تطوراً في مجال الطائرات المسيرة وتمنحان الدول المتقدمة هذا السلاح، الأمر الذي يؤشر على أن الدول العربية والإسلامية قادرة على التطوير والابتكار. وقال إن هناك اقتناعاً صينياً بأن الولايات المتحدة في انعزال وانحسار، وبالتالي فكما تقول بعض النظريات التاريخية إن القوى العظمى المهيمنة قبل أن تنزوي تحاول عرقلة القوة الصاعدة.
مشاركة :