معرض ما بعد.. ينقل بيئة البادية إلى عوالم الدهشة

  • 3/21/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بعد خمسة أيام مدهشة، ختم مساء أمس الأول جاليري نايلا بالرياض المعرض الشخصي الثالث للدكتور/ سلطان الزياد، وسط حفاوة الوسط التشكيلي بالمعرض، واندهاشهم باللوحات التشكيلية التي كسرت المألوف، من خلال اللعب على ثيم (الماعز العارضية) بعدما نقلها من بيئتها المحلية، إلى بيئة فنية غرائبية تلاعب فيها باللون، والتكوين، والدلالات، والخطوط، لتظهر لوحات تعبيرية يقف عندها الزائر طويلاً، متأملاً، ومتسائلاً، ومندهشاً. الزياد كسر كثيراً من القواعد، على مستوى المنظور، والتكوين، واللون، وأعلن عن تجربة فردية، يراها أكثر واقعية، من المفاهيم المجردة، متجاوزاً كل المرجعيات في الفنون التشكيلية، والسرديات الكبرى، ليعبر بأسلوب ما بعد الحداثي، عن تلقي الفن كما يراه هو، والتعبير عنه بأدواته وبأسلوبه وشخصيته هو. اللوحات الثلاثون بدت في معرض نايلا بالرياض نقلة نوعية في المعارض التشكيلية، من حيث الموضوع، والتنفيذ، والدلالات المتعددة التي يحملها ثيم (الماعز)، الذي انتقل به من عالم إلى عالم بكثير من الجرأة، والمغامرة، والثقة، والوعي، فلم يعِد الزياد إنتاج ذاته، ولم يكرر عالمه الفني. هذا المعرض الذي تجاوز فيه الزياد كل الحدود، تجده في العوالم (الما بعدية) بكل تجلياتها، لقد خلخل الثنائيات، وجمع النقائض، وكسر صدقية المعايير، وهز ثقة دائرة الألوان، وأعطى اللوحة التشكيلية معاني لا متناهية، معاني مرجأة إلى زمن غير معلوم، فلم يحد الزوار شيء من قصدية الفنان. بقدر ما يخرج كل واحد منهم، بمعنى خاص به. وتناول الزياد موضوع بيئة البادية بما فيها من خيمة شعر ورمال وشجيرات وماعز وراعي الغنم.. إلى آخره. هذا الموضوع يعتبر تقليدياً، ولكن قرر الزياد قبول التحدي وتناول هذا الموضوع التقليدي وعالجه فنياً ليصبح ذات صبغة عصرية تحدث الدهشة الممتعة لدى المتلقي. فاللوحات تعطي فرصة للتأمل والغوص في بحر التأويلات والتفسيرات الشخصية كل حسب خلفيته الفنية والثقافية والاجتماعية. فالتكوين العام للوحة وألوانها يعتبران جريئين وحديثين على الوسط الفني، وإدخال ألوان جديدة وبراقة، ذات طابع عصري في هذا الموضوع التقليدي، الذي طالما كانت صبغته الألوان البنية والبرتقالية، يعتبر مغامرة وتحدياً فنياً. فنانا الزياد استطاع إدخال البنفسجي والتركوازي المخضر والأزرق الكحلي والوردي في لوحاته ولم تصبح نشازاً بل أصبحت ألوانَ متعة البادية في ربيعها وليلها وشتائها وعند الفجر وعند الغروب. معرض (ما بعد..) بموضوعه التقليدي والأصيل (البادية) وبشكله العصري هذا يعتبر سفيراً لنا يجوب العالم ليعرف بأصالة البادية وماضينا الجميل ويقدم نموذجاً بصرياً ذا طابع عالمي عصري وممتع.

مشاركة :