أكد محللون بأسواق المعادن أن عدم استقرار سوق الأسهم والنفط قد وجه أنظار المستثمرين لسوق الذهب من جديد الذي يعتبر الملاذ الآمن في مرحلة التوترات الاقتصادية والسياسية. وارتفع سعر الذهب يوم الجمعة لأعلى مستوى له في ثلاثة أشهر عقب تعاملات متقلبة، بعد تقرير متباين بشأن الوظائف الأمريكية دفع المستثمرين لإعادة تقييم التوقعات لرفع الفائدة الأمريكية هذا العام، ليتجه الذهب لتحقيق أكبر مكسب أسبوعي في أكثر من عام. وصعد المعدن الأصفر حوالي 4.2% منذ بداية الأسبوع الماضي إلى 1174.30 دولار للأوقية. وأنهت الأسهم الأمريكية الأوروبية تعاملات يوم الجمعة على انخفاض حاد بعد صدور تقرير الوظائف الأمريكية الذي ترك المستثمرين في حيرة بشأن ما إذا كان مجلس المركزي الأمريكي قد يرفع الفائدة هذا العام. ونزل المؤشر داو جونز الصناعي 1.29% إلى 16204.83 نقطة. وخسر ستاندرد آند بورز 500 بواقع 1.85% إلى 1880.02 نقطة. وهبط ناسداك المجمع 3.3% إلى 4363.14 نقطة. وانخفض مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.8% إلى 1283.04 نقطة. وهبط النفط الأمريكي الجمعة الماضية 83 سنتا أو 2.62% إلى 30.89 دولار للبرميل، ونزلت أسعار برنت 40 سنتا أو 1.16% إلى 34.06 دولار للبرميل. وقال مدير التداول بشركة كافيو لتداول العملات والمعادن لمباشر: إن من أحد أسباب عودة الانتعاش للذهب البيانات الأمريكية التي صدرت تشير إلى نتائج سلبية منها معدلات الشكاوى من البطالة والإنتاج غير الزراعي، كما أن تقلبات أسواق الأسهم العالمية تجعل المستثمرين يختارون الملاذات الآمنة وعلى رأسها الذهب. وقالت وزارة العمل الأمريكية يوم الجمعة: إن عدد الوظائف الجديدة في القطاعات غير الزراعية بلغ 151 ألفا الشهر الماضي، بينما بلغ معدل البطالة 4.9% وهو أدنى مستوى له منذ فبراير 2008. وتباطأ نمو الوظائف الأمريكية أكثر من المتوقع في يناير الماضي، لكن ارتفاع الأجور وهبوط معدل البطالة لأدنى مستوى في ثماني سنوات يشير إلى أن سوق العمل ما زالت تشهد تحسنا قويا، وأن أسعار الفائدة قد ترتفع في 2016. وأضاف النورس حافظ: أن من أحد الأسباب الأساسية في عودة الانتعاش للمعدن الأصفر هو اتجاه أكبر 8 صناديق لزيادة الاستثمار به من 40.14 مليون أونصة في أول يناير إلى 43.12 مليون أونصة مع نهاية الأسبوع الماضي. وأشار حافظ بقوله الأسعار والتحركات مازالت تشير إلى استمرار المخاوف في الأسواق مما قد يبقى الاتجاهات الحالية للصعود مستمرة. وقال حافظ: إن التراجعات بالأسواق العالمية جاءت ضمن أسبوع حافل بالبيانات الهامة أشارت إلى أن الاقتصاد العالمي ما زال يتعرض لمخاطر أبرزها استمرار القطاع الصناعي بالقرب من مستويات الانكماش مع تراجع نمو القطاع الخدمي العالمي في يناير ليزيد من تلك المخاوف، وذلك وفق مؤشر جي بي مورجان لمديري المشتريات. حيث إن القطاع الصناعي الصيني انكمش في يناير للشهر العاشر على التوالي والقطاع الصناعي الأمريكي انكمش للشهر الثالث على التوالي. إضافة إلى النتائج الضعيفة لشركات الطاقة والتعدين والصناعة أثرت سلبا على الثقة في الأسواق. ويشهد الذهب موجة زخم كثيفة تمكنه من تحقيق المزيد من المكاسب واستمرار الارتفاع في ظل ضعف الدولار الذي يتأثر من الاقتصاد الأمريكي، والارتفاع المستمر سوف يمهد الطريق للاستهداف مستوى 1180 دولارا للأونصة. وفي المقابل، انتعش الدولار الأمريكي أمام سلة من العملات الرئيسية، يوم الجمعة، بعد أن أظهرت بيانات زيادة الأجور في الولايات المتحدة في يناير الماضي، مما يشير إلى ارتفاع معدل التضخم ويضعف الرأي القائل بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لن يرفع أسعار الفائدة نهائيا هذا العام. وأظهرت البيانات التي أعلنتها وزارة العمل الأمريكية زيادة متوسط الدخل في الساعة 12 سنتا، أو 0.5% الشهر الماضي ليصل معدل الزيادة في الدخل على أساس سنوي إلى 2.5%. وارتفع مؤشر الدولار أمام سلة تضم ست عملات كبرى إلى 97.236، بعد أن بلغ أدنى مستوى في نحو 15 أسبوعا عند 96.259 يوم الخميس الماضي.
مشاركة :