شركات الطاقة: إستراتيجيات متباينة للخروج من الأزمة

  • 2/8/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مع قيام شركات النفط والغاز العالمية بأكبر تخفيض لإنفاقها في مواجهة أسوأ تراجع تتعرض له منذ عقود، تتبنى مجالس إداراتها إستراتيجيات مختلفة للخروج من تلك الأزمة؛ لتحقيق نمو في المستقبل. وتفضل غالبا التركيز على مجالات خبراتها والمواقع الجغرافية لأصولها الرئيسية. فعلى سبيل المثال تنسحب شركات يفرون وكونوكو فيليبس وهيس كورب الأمريكية من مشروعات المياه العميقة الأكثر تكلفة لتركز على حقول النفط الصخري في الولايات المتحدة. وتراهن بي.بي البريطانية على حقول الغاز البحرية في مصر. فيما فضلت رويال داتش شل مسارا بديلا حيث تسعى إلى تأمين مستقبلها من خلال الاستحواذ على بي.جي جروب في صفقة بقيمة 50 مليار دولار. ورغم ذلك خفضت الشركات إنفاقها الرأسمالي الإجمالي خلال العام الماضي، وألغت خططا لمشروعات عملاقة تتكلف المليارات لتطويرها، وتستغرق ما يصل إلى عشر سنوات حتى تصل إلى مرحلة التشغيل. وأعلنت شيفرون ثاني أكبر شركة نفطية في الولايات المتحدة من حيث القيمة السوقية بعد إكسون موبيل الأسبوع الماضي عن خطط للإنفاق على استثمارات ذات دورات قصيرة الأجل ومشروعات أقل تكلفة يمكن أن تستغرق أشهرا وليس سنوات عديدة لتصل إلى مرحلة التشغيل. وعلى وجه الخصوص تركز شيفرون على وجودها الكبير في حقول النفط الصخري في حوض برميان بالولايات المتحدة على حساب مشروعات المياه العميقة المعقدة مرتفعة التكلفة بعدما خفضت إنفاقها الرأسمالي 24 % هذا العام. ورغم أن تطوير آبار للنفط الصخري قد يكون أكثر تكلفة من بعض مشروعات المياه العميقة على أساس تكلفة البرميل فإن الاستثمارات ذات الدورات الأقصر والأقل مخاطر في التنفيذ تعني أن الشركات يمكنها جني الأرباح سريعا. وكانت بي.بي من بين شركات قليلة للغاية وافقت على مشروعات كبيرة العام الماضي مع قرارها استثمار 12 مليار دولار في مشروع للغاز بغرب دلتا النيل في مصر. وتستند الاستراتيجية جزئيا إلى خططها التي تهدف لتحقيق جزء كبير من نمو إنتاجها في المستقبل من حقول الغاز البحرية قبالة السواحل المصرية. لكن بي.بي التي سجلت أكبر خسارة لها على الإطلاق الأسبوع الماضي لا تملك مشروعات كثيرة طويلة الأجل مثل تلك التي تتفاخر بها شيفرون.

مشاركة :