الرباط - أجرى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الثلاثاء مباحثات مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في واشنطن التي وصلها أس الاثنين في زيارة عمل تأتي بينما يقطع المغرب والولايات المتحدة خطوات على طريق شراكة إستراتيجية واسعة أسست لتعاون في مختلف المجالات. وذكرت وكالة الأنباء المغربية الرسمية أن زيارة وزير الخارجية تندرج في إطار المشاورات الدائمة بين الرباط وواشنطن لتعزيز الشراكة الإستراتيجية وبحث مختلف القضايا الإقليمية والدولية. وقالت إن ناصر بوريطة سيعقد سلسلة من المباحثات في البيت الأبيض وبمقر وزارة الخارجية الأميركية، بينما تشهد العلاقات بين البلدين تطورا لافتا خلال السنوات الأخيرة. وتنظر الولايات المتحدة ودول أوروبية للمغرب كشريك واثق في قضايا ملحة ووازنة مثل مكافحة الهجرة والجريمة المنظمة وكذلك مكافحة الإرهاب وسط تقلبات جيوسياسية طبعت في الوقت ذاته تحركا من قبل روسيا في العمق الإفريقي من بوابة الجزائر. وتعمل الولايات المتحدة والمغرب بانتظام على تعزيز الشراكات الأمنية والعسكرية ودعم الاستقرار خاصة في منطقة إفريقيا والشرق الأوسط. وتراهن واشنطن على الرباط كشريك واثق، بينما بدأت منذ العام الماضي اعتماد إستراتيجية جديدة تقوم على إعادة صياغة شاملة لسياستها في أفريقيا جنوبي الصحراء مع التركيز على تطوير أساليب غير عسكرية ضد الإرهاب إلى جانب "مواجهة الوجود الروسي والوجود الصيني في القارة. وكانت قد كشفت في أغسطس/اب 2022 عن وثيقة توجيهية قالت فيها إن "للولايات المتحدة مصلحة كبيرة في ضمان إبقاء المنطقة مفتوحة ومتاحة للجميع وأنّ الحكومات والشعوب يمكنها بنفسها اتخاذ خياراتها السياسية". وتابعت حينها أن "المجتمعات المفتوحة تميل عموما إلى العمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة وجذب مزيد من التبادلات التجارية والاستثمارات الأميركية ومواجهة الأنشطة الضارة لجمهورية الصين الشعبية وروسيا والجهات الأجنبية الأخرى". وبحسب الوكالة المغربية ستكرس زيارة بوريطة الخاصة "دينامية المشاورات المنتظمة بين المغرب والولايات المتحدة التي تكثفت بشكل كبير خلال السنتين الماضيتين مع توالي زيارات كبار المسؤولين الأميركيين إلى المملكة". وأعطى اعتراف واشنطن في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بمغربية الصحراء، دفعة قوية للشراكة المغربية الأميركية وأسس لتعاون أوسع شمل مختلف المجالات، وسط زخم في الحراك الدبلوماسي وتبادل للزيارات واللقاءات بين مسؤولي البلدين رفيعي المستوى. وأسس الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء كذلك لدينامية سياسية بين البلدين ولحوار متواصل ودعم لجهود المغرب التنموية والإصلاحية. وكان وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن قد قال في مارس/اذار من العام الماضي إن بلاده تدعم برنامج الإصلاحات الطموحة للعاهل المغربي الملك محمد السادس الرامي لتعزيز المؤسسات المغربية. وفي دلالة أخرى على عمق العلاقات، كانت الخارجية الأميركية قد أثنت في تقريرها السنوي حول مكافحة الإرهاب للعام 2021، على المغرب كشريك موثوق نجح إلى حد كبير في الحد من تنامي الأنشطة الإرهابية. وأشار إلى أن المملكة المغربية استمرت في تطبيق إستراتيجيتها الشاملة والتي تشمل تدابير ويقظة أمنية إلى جانب تعاونها إقليميا ودوليا والتي تتضمن أيضا سياسات عملية ومنطقية في مكافحة التطرف. ولفت كذلك إلى دور المغرب في مكافحة التطرف العنيف من خلال "إستراتيجية شاملة تعطي الأولوية للتنمية الاقتصادية والبشرية"، مشيرا إلى الإشراف على الشؤون الدينية وترسيخ الاعتدال والترويج لتفسير المذهب المالكي الأشعري للإسلام السنّي. وأوضح أيضا أنه قام في هذا المجال بتطوير منهج تعليمي لحوالي 50 ألفا من الأئمة والمرشدين الدينيين، مؤكدا على التاريخ الطويل للتعاون القوي بين واشنطن والرباط في مكافحة الإرهاب. وأشار إلى أن السلطات المغربية استمرت في مواجهة تهديدات متفرقة من بينها تهديدات خلايا إرهابية صغيرة ومستقلة (لا تخضع لقيادة مركزية أو هي منفردة كتلك العناصر التي تعرف بالذئاب المنفردة).
مشاركة :