أزهار البياتي (الشارقة) تزينت الشارقة بثوب الفرح وتغطت معالمها بشلالات من النور والضياء، خلال مهرجانها السنوي السادس على التوالي للأضواء 2016، والذي تعيش عبره مدينة الفنون والثقافة عرسا فنياً وسياحياً من 4 إلى 13 فبراير الجاري، راسمة صورا مبهرة ومشاهد نابضة بالحياة على 23 معلماً في الإمارة. ويلاحظ الزائر للشارقة الكثير من المشاهد الحية والمتألقة بأطياف الأضواء، تروي حكايات من ماضي الآباء والأجداد، وتعكس كفاح أجيال حفرت مجدها بأشعة من نور، ومهدت الطريق لعصر النهضة والنمو والرخاء، وحول هذه الرحلة العطرة يقول خالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الإمارة: إنه من منطلق حرصنا على التميّز والتجدد على الدوام، نرتقي بمهرجان الشارقة للأضواء من عام لعام، لنقدم عبره مزيدا من الأفكار والمواضيع التي تضيف عليه زخما أكبر وأهمية أعظم، متوسعين برقعتنا ومساحتنا المكانية، لنغطي أبرز معالم المدينة وضواحيها بالإضافة إلى مناطقها الوسطى والشرقية، ونلبسها حللا ملونة من الأنوار تشع بشتى الأطياف، يستخدم في سبيلها تقنيات تكنولوجية حديثة، اقتصادية، وثلاثية الأبعاد، تعيد رسم تفاصيل المباني وتبرز هندستها الجمالية بأروع الصور وأكثرها تميزا على الإطلاق. شعار وعن تأثره بثيمة مهرجان الشارقة للأضواء 2016 أوضح الدكتور هشام عبدالحليم مسؤول الأنشطة الطلابية في جامعة الشارقة، أن رفع القائمين على المهرجان شعار «السفر عبر الزمن» كثيمة وموضوع يعد أمراً غاية في الأهمية والدلالة، خاصة مع الاختيار الذكي لمنطقة الانطلاق، والتي تمركزت بين أهم صروح الشارقة العلمية ومبانيها الجامعية والتي تعتبر بحد ذاتها مؤشرا حضاريا آخر على تفّوق الشارقة وتميّزها علميا وتاريخيا، لتأتي شلالات النور هذه وتتدفق على أروقة المكان، وتعكس مشاهد مبهرة من زمن الماضي الجميل، من خلال آلاف النقاط الضوئية التي تتراقص على الجدران، وبصحبة أنغام خليجية وأهازيج محلية الطابع والطراز. عروض فنية وركز مهرجان الشارقة للأضواء الـ6 على إبراز مواضيع عدة، منها على سبيل المثال إظهار ملامح من الموروثات الشعبية لسكان الإمارات، وطبيعة البيئة المحلية في الزمن القديم، وتراث البحر والغوص وصيد اللؤلؤ آنذاك، مع صور من حياة الكائنات المائية والأسماك الملونة وعروق المرجان في عمق مياه الخليج، بالإضافة لصور الفرسان والخيل والصولات والجولات، مع العديد من الزخارف الفنية المتراقصة والتراث الإسلامي الآسر، والتي تتحول وفق سرعات قياسية وأشكال بديعة من حال إلى حال، مستعرضة جميعا لوحات مضيئة من حضارة الإمارات الماضية ونهضتها الحاضرة. ويعلق الطالب إبراهيم عبد اللطيف 22 عاماً، على فعاليات المهرجان، فيقول: إنها تجربة ريادية في الشرق الأوسط، تصوغها الشارقة وفق معايير عالمية، تؤكد على مكانتها المتميّزة على خارطة العالم السياحية.
مشاركة :