بدأت الطباعة ثلاثية الأبعاد بالفعل تغيير الحياة اليومية لآلاف البشر حول العالم، فهي تقنية فائقة الأثر ستدفع لمزيد من الابتكار في مختلف القطاعات تماشيًا مع اكتشاف استخدامات جديدة وريادية. ظهرت التقنية للمرة الأولى في أواخر السبعينيات وتطورت منذ ذلك الحين بهدف طباعة المواد العضوية. ورغم أنها لا تزال بطيئة في عملها، إلا أن الطابعات أصبحت تعمل بسرعة أكبر في الوقت الذي تنخفض فيه التكاليف، مما يجعلها متاحة لشريحة أكبر من المستخدمين. ووفق موقع القمة العالمية للحكومات فإن في مرحلة ما من المستقبل القريب، سنجد في الشوارع الرئيسية أماكن للطباعة ثلاثية الأبعاد أو مصانع تسمح للعملاء بجلب وطباعة المنتج الذي يرغبون به. وبالتدريج، ستبدأ المنازل حول العالم بامتلاك طابعات الأبعاد الثلاثية الخاصة بها، والتي لا يحدّ من إبداعها سوى خيال مالكيها. الطباعة الحيوية للّحوم تعمل شركة مودرن ميدو، ومقرها نيويورك، على تطوير تقنيات لتنمية اللحوم باستعمال خلايا العضلات والجلد السليمة لتواصل النمو والانقسام الطبيعي وتنتج بالتالي لحومًا دون الحاجة إلى إيذاء الحيوانات. إنها طريقة مبتكرة للتعامل مع الأمن الغذائي والتغير المناخي الناشئ عن تربية المواشي بغرض الاستهلاك. وقد نجحت الشركة بالفعل في طباعة الجلود باستخدام الحمض النووي DNA. الطباعة الحيوية للأطراف والأعضاء تتسم تكلفة الأطراف الصناعية بكونها مرتفعة وتحتاج وقتًا طويلًا لإنتاجها. ولكن شركة إي-نيبل حققت الريادة باستخدام برمجيات المصادر المفتوحة للطباعة ثلاثية الأبعاد لابتكار الأيدي والأذرع بتكلفة أقل بكثير، مما يعني تحسين نوعية حياة العديد من البشر حول العالم. وفيما تزداد أعمار السكان حول العالم، ارتفع حجم الطلب على الأعضاء بينما تضاءل العرض، وهنا تعتبر طباعة الأعضاء وأنسجة الغضروف والجلد طريقة للتعامل مع الأمر. وبدأ الأطباء بالفعل بطباعة بدائل للركبة والحوض بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. الصناعات الاستهلاكية تساهم القدرة على طباعة قطعة أو إكسسوار أو منتج ما في دعم إمكانات التصنيع المحلية، ليتمكن المستهلكون من الحصول على المنتجات التي تتفق تمامًا مع أذواقهم ورغباتهم. فتقنية طباعة الأشياء المستخدمة بشكل يومي، من الأحذية إلى قطع السيارات باستخدام قوالب تصميمية جاهزة عبر الإنترنت، إمكانية متوفرة بالفعل وستصبح معيارًا دارجًا في المستقبل. حقوق الطبع والملكية الفكرية تواجه شركات التصنيع الكبرى من أمثال ديزني ونايكي خطر سرقة ملكياتهم الفكرية وتقليد منتجاتهم. تمامًا كما عانى قطاع الموسيقى من تقنيات مشغلات الموسيقى MP3 والتحميل عبر الإنترنت، سيواجه المصنّعون صعوبات من هذا القبيل حيث تتوفر قوالب التصميم المقرصنة عبر الإنترنت للطباعة، وتؤثر سلبًا على الإيرادات. الطباعة رباعية الأبعاد تتمثل الخطوة التالية في طباعة الأجزاء التي تتجمّع تلقائيًّا. فقد طورت شركة ستراتاسيس بالفعل مواد يمكنها - بعد الطباعة - استخدام الطاقة للتجميع الذاتي أو إعادة التشكّل مع الوقت دون تدخل بشري. يساهم ذلك على الأرجح في إحداث ثورة في قطاع التصنيع وبخاصة في صناعات الطيران والسيارات والبناء، وربما ستؤدي تلك التقنيات يومًا ما إلى طباعة الخرسانة التي يمكنها التجمّع ذاتيًّا لتتحول إلى مبنى.
مشاركة :