تصدى الجيش الصومالي، أمس، لهجوم إرهابي شنه مقاتلو حركة «الشباب» على مركز عسكري جنوبي البلاد، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى. وبحسب مصدر أمني، فإن الجيش الصومالي تصدى لهجوم شنه مقاتلو «الشباب» على مركز عسكري في بلدة «دار النعيم» بإقليم شبيلي السفلى جنوبي البلاد. وأفاد المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، بأن «الجيش تلقى معلومات مسبقة مكنته من التصدي للهجوم الذي بدأ بعملية انتحارية وأعقبته مواجهات عنيفة بين الجانبين». وأشار إلى أن الجيش الصومالي ألحق خسائر بشرية في صفوف مقاتلي «الشباب» دون الإفصاح عن عدد القتلى والجرحى. وأكد الجيش الصومالي قضاءه على 30 من قيادات وعناصر الحركة الإرهابية خلال الهجوم الفاشل. وأوضح قائد القوات البرية، اللواء محمد تهليل بيحي، أن الجيش تصدى لهجوم إرهابي فاشل شنته «الشباب»، مشيراً إلى أنه تم حجز معدات عسكرية كانت بحوزة الإرهابيين الذين فروا من المنطقة. من جانبها، أعلنت الحركة الإرهابية مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف المركز العسكري في بلدة «دار النعيم» بحسب مواقع إعلامية محسوبة عليها. ويأتي الهجوم الأخير في وقت يواصل فيه الجيش الصومالي، بالتعاون مع قوات قبلية، عمليات عسكرية ضد الحركة، قتل خلالها عشرات الإرهابيين واستعاد السيطرة على مناطق عديدة. وتأسست «الشباب» مطلع 2004 وهي مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، وتبنت عمليات إرهابية عديدة أودت بحياة الآلاف. وأكد خبراء في الشأن الأفريقي والحركات الإرهابية أن الإرادة السياسية والشعبية في الصومال بقيادة الرئيس حسن شيخ محمود، نجحت في إضعاف حركة «الشباب» وحصارها خلال الفترة الماضية، معتبرين أن الحركة منيت بهزائم كبيرة ومتعددة في عناصرها وقيادتها وفقدان مناطق السيطرة. واعتبر الخبير في شؤون الحركات الإرهابية الدكتور إبراهيم ربيع أن «الشباب» مصيرها الزوال والتفتت، خاصة بعد أن حقق الجيش إنجازات على أرض الواقع بعد تولي الرئيس حسن شيخ محمود مقاليد الحكم، حيث أخذ على عاتقه محاربة الإرهاب في البلاد، والسيطرة على مفاصلها وعلى الحدود. وأوضح ربيع في تصريح لـ«الاتحاد» أن ما حققه الجيش الصومالي خلال الفترة الماضية وخاصة بعد مقتل بعض قيادات الحركة واستعادة مدن استراتيجية كانت تسيطر عليها، أدى إلى تعطيل كفاءة الجماعة الإرهابية. ولفت ربيع إلى أن هناك نجاحاً باهراً تم تحقيقه للقضاء على حركة قياساً بـالـ30 سنة الماضية. من جانبه، اعتبر السفير صلاح حليمة، نائب المجلس المصري للشؤون الأفريقية، أن الرئيس الصومالي نجح في الحصول على دعم عربي وأفريقي، بجانب الدعم الأميركي لمواجهة الإرهاب. وأكد حليمة في تصريح لـ«الاتحاد» أهمية وجود قوات تابعة للاتحاد الأفريقي تحت رعاية الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن كل هذه الروافد، بالإضافة إلى الجيش الصومالي، تُشكل قوة ضاربة لمواجهة حركة «الشباب» التي تعتمد على دعم من تنظيمي «داعش» و«القاعدة». وشدد نائب المجلس المصري للشؤون الأفريقية على أن المظاهر العامة تؤكد على ضعف كبير في حركة «الشباب» من ناحية تمركزها بالجنوب في معقلها، وانسحابها من المناطق التي كانت تسيطر عليها.
مشاركة :