“رمضان” شهر النفحات الإيمانية

  • 3/22/2023
  • 10:06
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم/ أ. أحمد معيض الشمراني رمضان شهر جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام، فصامه المصطفى ﷺ وأمر الناس بصيامه، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن من صامه إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن قامه إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم، فاستقبلوه بالفرح والسرور والعزيمة الصادقة على صيامه شهر البركة والرحمة يقول عليه الصلاة والسلام: “أتاكم رمضان، سید الشهور، فمرحبًا به وأهلاً أخرجه البيهقي. وقال عليه الصلاة والسلام: “أتاكم شهر رمضان، شهر بركة، يظكم الله فيه برحمته، ويحط الخطايا، ويستجيب الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم فيه، ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرًا، فإن الشقي من حرم رحمة الله” وأخرجه الطبراني، رمضان شهر العبادة والطاعات، شهر العفة والنقاء، والطهر والصفاء، رمضان شهر التوبة والصيام، والصلاة والقيام، رمضان شهر الجود والقرآن، والإخبات والإحسان، شهر التهجد والتراويح، والأفكار والتصابيح، له في قلوب الصالحين بهجة، وفي قلوب العباد فرحة، فنسأل الله أن يبلغنا شهر رمضان، ويكتبنا فيه من العتقاء من النيران، في رمضان تسمو النفوس، وتصفو القلوب، وفيه تتجلى القوى الإيمانية، والعزائم التعبدية، يدع الناس فيه ما يشتهون، ويصبرون عما يرغبون، استجابة لربهم، وامتثالاً لخالقهم، وطاعة المولاهم، قال تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب) (الزمر: 10)، يتركون الشراب والطعام، ويتفننون بطول القيام، دموع تنهمر، وزفرات تنتشر، في رمضان تكثر التوبة، وتنقشع الغشاوة، في رمضان تصفد الشياطين والجنون، وتسلسل المردة والمسترقون، في رمضان تعويد على التحمل والصبر، وتقبل للإساءة والزجر، قال صلى الله عليه وسلم: “إذا كانت أول ليلة من رمضان، فتحت أبواب الجنة، فلم يغلق منها باب، وغلقت أبواب جهنم، فلم يفتح منها باب، وصقلت الشياطين وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وتلك كل ليلة” أخرجه البخاري ومسلم. شهر رمضان أفضل شهور العام، لأن الله سبحانه وتعالى اختصه بأن جعل صيامه فريضة، وركنًا رابعًا من أركان الإسلام، ومبنى من مبانيه العظام، قال -صلى الله عليه وسلم-: “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت” [متفق عليه]، ولقد فرض الله سبحانه وتعالى على عباده صيام شهر رمضان وسن النبي صلى الله عليه وسلم قیام لیاليه، لأن فيها ليلة عظيمة خير من عبادة ثلاثة وثمانين سنة، قال صلی الله عليه وسلم: “أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله -عز وجل- عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، الله فيه ليلة خير من ألف شهر، من خرم خيرها فقد حرم” (أخرجه النسائي وصححه الألباني)، وفي الحديث المتفق على صحته قال -صلی الله عليه وسلم-: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من تنبه، ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”، فجدير بشهر هذه بعض أسراره، وتلكم بعض خصاله، أن يفرح به المتعبدون، ويتنافس في خيراته المتنافسون. أمة الصيام والقيام: من الناس من لا يعرف من رمضان إلا الموائد، وصنوف المطاعم، وأشكال المشارب، يقضي نهاره نائمًا، ويقطع ليله هانمًا، سبحان الله جهلوا حكمة الله من الصيام، إن الحكمة التي من أجلها شرع الصيام في التقوى، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(البقرة: 183) نعم أخوة الإيمان التقوى هي ميزان الأعمال، يجوع الصائم وهو قادر على الطعام، ويعطش وهو قادر على الشراب، لا رقيب عليه إلا الله، هنا يتحقق الإيمان، وتظهر التقوى، يستقبل شهر رمضان بالتوبة النصوح، وترك المحرمات والعودة إلى رب البريات، يجب الإقلاع عن المعاصي في كل وقت وحين، ولا سيما في شهر الرحمة والغفران والعتق من النيران، فأي خسارة يخسرها المرء عندما يدخل عليه رمضان ثم يخرج، ولم يزد فيه حسنة.

مشاركة :