تنطلق اليوم القمة العالمية للحكومات وسط حشد كبير يبحث مستقبل الحكومات العالمية، والسيناريوهات التي سيكون عليها شكل تلك الحكومات وبحث السبل والرؤى الهادفة لقدرة مواكبة الأجهزة الحكومية للمتغيرات المستقبلية المختلفة، ضمن تسارع التقنيات المختلفة. وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن هذه القمة سترسل رسالة واضحة مفادها أن الحكومات يجب أن تمتلك أدوات ومفاتيح المستقبل، حتى تحقق طموحات شعوبها وتطلعاتهم وتنسج علاقات متوازنة ومتكافئة مع غيرها من الأمم. وأضاف أن «الإمارات تسعى لأن تفتح للعالم نافذة على المستقبل من خلال القمة العالمية للحكومات لتكون منصة تجمع الخبراء والمختصين وصناع القرار والرواد والمبتكرين، ليلتقوا ويتشاوروا ويقدموا تجاربهم ورؤاهم لما فيه الخير لكل شعوب الأرض». وزاد الشيخ محمد بن راشد خلال تصريحات له على هامش تدشين «متحف المستقبل» إحدى فعاليات القمة في دورتها الرابعة التي تستمر حتى 10 فبراير (شباط) الحالي: «وجهنا بتحويل القمة من حدث سنوي إلى مؤسسة دولية تعمل على مدار العام وتركز على استشراف المستقبل في كافة القطاعات، وأن يكون لها دور فاعل لإنتاج المعرفة لحكومات المستقبل وإطلاق التقارير والمؤشرات التنموية العالمية وبناء شراكات مع أهم المنظمات الدولية، وأن تبادر بالإجابة على أسئلة الغد لبناء مستقبل أفضل استجابة لحاجة المجتمعات في تحقيق التنمية المستدامة والسعادة». وتابع أن «صناعة المستقبل تكون بامتلاك أدوات المعرفة والعلوم والتكنولوجيا الحديثة والابتكار، والاستجابة لتحدياته من اليوم». ويركز متحف المستقبل الذي تنظمه مؤسسة دبي لمتحف المستقبل ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات على استشراف مستقبل قطاع الروبوتات والذكاء الاصطناعي وتأثيره على حياة الإنسان، ويقدم تجربة تفاعلية عبر استشرافه مستقبل هذا القطاع. ويركز المتحف على قطاع الروبوتات والذكاء الاصطناعي باعتباره واحدًا من أهم القطاعات الحيوية المستقبلية التي سيكون لها تأثير مباشر ومحوري في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات بما في ذلك الصحة والتعليم وكافة الجوانب الأخرى المهمة في حياة الناس. وشهدت أجندة القمة العالمية للحكومات مجموعة من الاجتماعات المغلقة لمنظمات دولية تم عقدها قبل افتتاح القمة، وذلك في تطورٍ يعكس الأهمية المتنامية للقمة العالمية للحكومات كمؤسسة دولية جامعة ووجهة لحكومات العالم ومؤسساته الدولية. وتم عقد الاجتماع السنوي للمجلس الاستشاري الإنساني العالمي، والاجتماع السنوي لمجموعة عمل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بشأن الحكومات المفتوحة والمبتكرة، بالإضافة إلى ورشة عمل إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية للأمم المتحدة. ويشارك في القمة العالمية للحكومات، التجمع الأكبر عالميًا المتخصص في استشراف حكومات المستقبل أكثر من 125 دولة حول العالم و3 آلاف مشارك و125 متحدثًا في أكثر من 70 جلسة مختلفة. وسيشارك الرئيس الأميركي باراك أوباما بكلمة منقولة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة في القمة، في حين سيجري الشيخ محمد بن راشد في اليوم الأول حوارا عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع أكثر من 10 ملايين متابع بعنوان «حوار المستقبل»، حيث سيجيب الشيخ محمد بن راشد على أسئلة الجمهور حول رؤيته لمستقبل الحكومات ومستقبل القطاعات التعليمية والصحية ومدن المستقبل وغيرها، من الأسئلة التي سيطرح فيها حاكم رؤيته للمستقبل في كافة القطاعات الحيوية. وتبحث القمة العالمية للحكومات على مدار ثلاثة أيام مستقبل 8 قطاعات حيوية هي: التعليم، والرعاية الصحية، والعمل الحكومي، والعلوم والابتكار والتكنولوجيا، والاقتصاد، وسوق العمل وإدارة رأس المال البشري، والتنمية والاستدامة، ومدن المستقبل. وتناقش جلسات القمة عددا من المواضيع حول الحكومات تتضمن جلسة بعنوان عندما تحدث العالم العربية: الإرث المنسي للحضارة العلمية العربية الإسهام العلمي للحضارة العربية والتحديات التي تواجه قادة العالم العربي اليوم لتوفير الفرص والظروف الملائمة لتحفيز الشباب على الابتكار واحتلال مواقع متقدمة في حضارة المستقبل. كما تناقش جلسة أخرى كيفية صناعة علوم اليوم تكنولوجيا الغد واستعداد الحكومات للمستقبل غير المتوقع، إضافة إلى جلسة حول الابتكار في الطاقة النظيفة. ويشارك الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية في جلسة خاصة يحاورهم فيها الكاتب والصحافي عبد الرحمن الراشد تحت عنوان «الاستعداد للمستقبل: خمسة أشياء على الحكومات العربية معالجتها الآن». وتتضمن الجلسات حوارا بين تركي الدخيل مدير عام قناة «العربية» والدكتور خالد بحاح نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء في موضوع تحدي الحكومات في التنمية، بينما يحاور مهند الخطيب من قناة «سكاي نيوز عربية» شريف إسماعيل رئيس الوزراء المصري في موضوع «استعداد مصر للمستقبل». وتناقش جلسة حوارية أخرى بعنوان «الهجرة المعاكسة للعقول» مع عددٍ من الشخصيات ذات الأصول العربية ممن لمعوا في الجامعات والمؤسسات العلمية والأكاديمية الغربية، التحولات والآثار التي تخلفها هجرة العقول وكيف يمكن للأسواق الناشئة أن تجتذب الكفاءات والخبرات التي تسهم في بنائها وتطورها.
مشاركة :