أعتقد أن أوقات العمل لبعض الوظائف في شهر رمضان تحتاج إلى مرونة أكبر قد تصل إلى أن تكون «عن بعد» وفي الفترة المسائية بدلا من الصباحية؛ لأنه مهما حاولنا أن نحسن من ظروف العمل في نهار رمضان سيبقى الوضع فيه الكثير من المشقة، في ظل عدم أخذ القسط الكافي من الراحة، واعتياد الكثير من الموظفين على تناول القهوة الصباحية أو الشاي، وبعضهم من المدخنين، كل ذلك بكل تأكيد يعكر صفاء ذهن الموظف ويشعرهم بعدم الارتياح.وقد يزيد الوضع سوءا إذا توافرت هذه الظروف في بيئة عمل غير مريحة أو تحت إدارة مدير غير مهني لا يستطيع إدارة الموقف بشكل مناسب، مما ينعكس ذلك كله على جودة العمل وكفاءته وبالتالي الإنتاجية.واسمحوا لي هنا أن أقول من القلب كلمة «شكرا» لكل موظف يعمل في رمضان، إذ إن الكثير من الموظفين لم يسمعوا كلمة «شكرا» أو «يعطكم العافية» أو أي عبارة تحفيزية في ظل حضورهم وعملهم في شهر رمضان المبارك، وفقا لأحد استطلاعات الرأي لعدد كبير من الموظفين.وهذا يعطي مؤشرا خطيرا إلى أن هؤلاء المدراء يفتقدون إلى أدبيات المهنة وأبسط أخلاقيات الإدارة في التعامل مع الموظفين وبالتالي إضاعة فرص مواتية لتحسين أجواء العمل وتحفيز الموظفين ولو بكملة؛ فالكثير من الرؤساء تصعب عليه كلمة «شكرا» -وهم لا يعلمون ما مقدار الشحنة المعنوية الإيجابية لها- مما يزيد من الواقع السلبي ويشعر الموظفين أنهم معاقبون على عملهم الجيد وحضورهم في نهار رمضان.باعتقادي أنه ما زلنا بحاجة إلى دراسات علمية حديثة عن العمل في رمضان وكيفية إدارته ومستويات الإنتاجية فيه، لكنه وفق دراسات سابقة فإن الإنتاجية تنخفض بنسبة أكثر من 30% وقد تزيد في القطاع الحكومي، وهذا يعطي دلالة على ضرورة أن نبحث عن طرق أخرى وأفضل الأساليب الممكنة لإدارة هذه الأيام بما يتناسب مع تغيرات أوقات العمل وظروفه وأحوال الموظفين الصحية والأسرية وغيرها واختلاف تكيفهم مع الواقع الرمضاني المغاير عن الأيام الاعتيادية، محاولة من الجميع للوصول إلى أفضل مستويات إنتاجية ممكنة.نتحدث اليوم ليكون هناك دور أكبر للمنشأة في تقديم تعاون ومرونة أكبر مع الموظفين والتسهيل عليهم للقيام بواجباتهم على أكمل وجه، ورفع مستويات الإنتاجية، والاستمرار في تقديم الخدمات للمراجعين بكل كفاءة وجودة، مع أن قياس الإنتاجية في شهر رمضان يحتاج لدراسات موسعة لمعرفة العوامل المؤثرة عليها سواء في القطاع العام أو في القطاع الخاص وأساليب معالجة تدني تلك الدافعية والتي تعتمد على الوقوف على أسباب تلك المشكلة ومن ثم وضع الحلول واختيار الأساليب لمعالجتها، إلا أن الكثير من التقديرات تشير إلى انخفاض معدلات الأداء والإنتاجية في شهر رمضان في كل عام، مما يتطلب أن تسعى الإدارات على اختلافها إلى إنشاء بيئة عمل فعالة وحيوية تساعد على تعزيز إنتاجية الموظفين في كافة الأوقات وزيادة التحفيز الذي يعد غيابه من أهم أسباب تدني الإنتاجية مع ضرورة وضع التحفيز المادي والمعنوي وتكثيف البرامج التدريبية الداخلية والخارجية.[email protected]
مشاركة :