مع كل مرة أزور بها لمحافظة الأحساء ألمس تغيرا وتطورا ملموسا، وهذا ليس تسويقا ولا مبالغة، فالدولة ولله الحمد تضخ في هذه المحافظة كبقية محافظات المملكة الكثير من المشاريع، ولكن الملفت حقيقة هو "أهلها" أي رجالات الأحساء الذين يساهمون في بناء منطقتهم فمن بنى فندقا خمس نجوم ومن بنى مستشفى ومن يدعم جمعية خيرية ومن بنى مسجدا ومن بنى كلية ومن بنى مرفقا تجاريا ودعم بفروع وتوسع ومن بنى مصنعا وهكذا، محافظة يملك أهلها ترابطا عجيبا وألفة كبيرة لم أجدها بمدن كبيرة كمحافظة الأحساء، الذي يميز أهلها وهذه "قناعة وحقيقة لدي" من الطيبة والكرم والنفس الخيرة والمحبة والخدمة للآخرين ما لا يمكن وصفة. ما لفت انتباهي بالأحساء المحافظة، طبيعة أهلها الذين يعملون كل شيء، ستجد خبازا وتجد عاملا بسيطا بكل ما تتخيل فهم نمط مختلف كليا، نادرا ما تجد شركة أو مؤسسة تعمل بمحافظة الأحساء وتعاني من نقص سعودة أو نسب متدنية، أبدا ستجدهم يحققون كل أهداف وزارة العمل وأكثر، ليس أنهم مجبرين أبدا، ولكن طبيعة وثقافة العمل لديهم لا تمنعهم من العمل وكسب العيش، ثقافة نحتاجها بكل مناطق ومدن وقرى المملكة، وأقترح على كل شركة تعاني من نقص اليد العمل السعودية "الجادة" عليه التوجه للأحساء سيجد الحل متاحا وسهلا، وقد يكون ذلك ينطبق أيضا على منطقة القصيم وجازان بيئة تعمل وثقافة عمل لا تعاني من عقدة "هذا ليس مقامي أو برستيجي" يعملون ويعملون، أهل الأحساء بشكل منقطع النظير، وبيئة جاذبة مع المدينة الصناعية الجديدة التي أسستها مدن على طريق قطر بما يقارب 80 مليون متر تقريبا، وموقع إسترايتجي بين الربع الخالي "أو كما يسميها أمين الأحساء الربع الغالي" جنوبا والبحر شرقا والخط السريع شرقا والخبر والدمام شمالا وبين دول مجلس التعاون ومنطقة نفطية ومشاريع أرامكو وتاريخ ونخيل ومياه رغم تراجع المخزون، وميناء "العقير" والمشروع الكبير سياحيا وتجاريا. الأحساء كمحافظة هي نفسها "ثروة" بقوة رجالها والقوى البشرية التي تضمها من أهلها، وهي مطمع لكل الشركات وكل عمل خاص، ولن تجد "حساوياً" يرحب بالخروج من الأحساء وكما يقول مثلهم "هجر ولو ربع القوت" وهذا يدلل على حب أهلها لمنطقتهم، رغم أن رجال أعمال كبار ومعروفين بكل مناطق المملكة وأيضا من يعمل بشركات أو مؤسسات خارج المنطقة، وأتمنى الاستثمار بالأحساء من المستثمرين وهذا ما يقوم به منتدى الاسثمار بالمنطقة الذي تنظمة غرفة الأحساء من خلال جهود شبابها تتمثل برئيسها محمد العفالق عقلية شابة جميلة مبتكرة ومبدعة ونشطة، وأتمنى أيضا الالتفاف إلى "الواحة" بالأحساء وهي تضم ملايين النخيل في الأحساء بمزيد من الاستثمار، ويجب برأيي المحافظة عليها وعدم تقدم المد العمراني وهي تقع شرق وشمال الأحساء، فهي "واحة" طبيعية عمرها آلاف السنوات ثروة حقيقة يجب أن تطور للأفضل وتمد بالمياه بالأسلوب العصري الحديث المرشد، وتنظيمها لتكون مقصدا سياحيا وزراعيا واستثماريا، وتنشأ مصانع تستثمر كل شيء في النخلة فهي ليست مجرد "تمر"، الأحساء كل شيء فيها يستثمر بلا تحفظ أقول ذلك، وميزتها رجالاتها وأهلها بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
مشاركة :