ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري أنه "حوالى الساعة 3:55 (00:55 ت غ) من فجر اليوم، نفّذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً بالصواريخ من اتجاه البحر المتوسط غرب اللاذقية مستهدفاً محيط مطار حلب، ما أدى إلى وقوع بعض الأضرار المادية". وبحسب المرصد السوري، فقد استهدف القصف مستودع أسلحة لمجموعات موالية لطهران قرب المطار، ما أدى الى تدميره بالكامل. وأفاد عن انفجارات عنيفة سمُع دويها في أرجاء مختلفة من حلب، إثر القصف الذي ألحق أضراراً بمدرجات المطار، بحسب المرصد. ولإيران والمجموعات الموالية لها نفوذ واسع في مدينة حلب ومحيطها، والتي كانت القوات الحكومية قد استعادت السيطرة عليها نهاية عام 2016 بدعم جوي روسي، بعد معارك وجولات قصف وسنوات من الحصار للأحياء الشرقية من المدينة، التي شكلت معقلاً للفصائل المعارضة منذ صيف 2012. ولم يصدر أي تعليق رسمي عن إسرائيل التي تكرر أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا. واكتفى الجيش الإسرائيلي بالقول رداً على سؤال لوكالة فرانس برس "لا نعلّق على تقارير في الإعلام الأجنبي". وفي وقت لاحق الأربعاء، أعلنت وزارة النقل السورية "وجود أضرار في المدرج وبعض التجهيزات الملاحية"، ما أدى إلى "خروج المطار عن الخدمة لحين الانتهاء من إصلاحها". وأفادت عن "تحويل كافة الرحلات القادمة والمغادرة باتجاه مطاري دمشق واللاذقية لحين الانتهاء من هذه الأعمال". "جريمة مزدوجة" وهذه المرة الثانية التي تستهدف فيها إسرائيل المطار ومحيطه في غضون أسبوعين، إذ وضع قصف مماثل في السابع من الشهر الحالي المطار خارج الخدمة لأيام وتسبب بمقتل ثلاثة أشخاص، بينهم ضابط سوري، وفق المرصد. وندّدت دمشق وداعمتها طهران باستهداف المطار حينها. وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان إنّ الاستهداف الإسرائيلي "يعد جريمة مزدوجة كونه من جهة استهدف مطاراً مدنياً، ومن جهة أخرى استهدف إحدى القنوات الأساسية لوصول المساعدات الإنسانية من داخل وخارج سوريا إلى ضحايا الزلزال". وكانت تلك الضربة الأولى التي تطال المطار إثر الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا المجاورة في السادس من شباط/فبراير، بعدما شكّل وجهة رئيسية لطائرات محملة بالمساعدات تدفقت إلى سوريا من دول عدة لإغاثة المناطق المنكوبة. وهبطت في المطار منذ الزلزال 82 طائرة محملة بمساعدات على الأقل، وفق وزارة النقل. وأودى الزلزال بحياة أكثر من ستة آلاف شخص في سوريا وحدها. خلال الأعوام الماضية، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت مواقع للجيش السوري وأهدافًا إيرانيّة وأخرى لحزب الله بينها مستودعات أسلحة وذخائر في مناطق متفرقة. في 19 شباط/فبراير الماضي، قتل 15 شخصاً، وفق المرصد، جراء قصف إسرائيلي استهدف مبنى في حي كفرسوسة السكني في دمشق، من دون أن يتسنى معرفة الهدف المقصود. وأفاد المرصد حينها عن استهداف اسرائيل كذلك مستودعاً لمجموعات موالية لإيران وحزب الله اللبناني قرب دمشق. وتعمل إسرائيل، وفق تصريحات تصدر عن مسؤولين فيها ومحللين، على منع المجموعات الموالية لإيران، خصوصاً حزب الله، من الحصول على أسلحة تعزز قدراتها وتمنحها أفضلية في الميدان. وتشهد سوريا نزاعا داميا منذ 2011 تسبّب بمقتل حوالى نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتيّة وأدّى إلى تهجير ملايين السكّان داخل البلاد وخارجها
مشاركة :