يحل شهر رمضان المبارك على اللاجئين السوريين في الأردن، داخل المخيمات وخارجها، وسط ظروف اقتصادية، تصفها بعض الأسر السورية بـ«الأصعب» منذ قدومها للمملكة، إذ تزيد خلال رمضان - كما هو متعارف عليه - الحاجة في تلبية المتطلبات الحياتية، الأمر الذي يثقل الأعباء على عاتق الأهالي. وفي دراسة حديثة أجرتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن أظهرت أن 39.8 % من اللاجئين في المملكة يعانون من فقر الغذاء، المحدد بأقل من 16.71 ديناراً شهرياً للفرد. فيما قدرت الدراسة خط الفقر المطلق بـ80.72 ديناراً شهرياً للفرد، حيث يعاني منه 44.57 % من اللاجئين في المخيمات، و59.88 % من اللاجئين خارج المخيمات، أما باستخدام معيار خط الفقر الدولي - وهو 5.5 دولارات يومياً للفرد- فيبلغ معدل الفقر هنا بين جميع اللاجئين 66.25 %، إذ يعاني منه 58.79 % من اللاجئين داخل المخيمات، و67.8 % منهم خارجها. أوضاع متردية وتوضح الأرقام حدة الأوضاع المتردية، التي تعاني منها أغلب الأسر، فوفقاً لأم عبده الحريري، اللاجئة القاطنة مخيم «الزعتري»، «إن أغلب السوريين تخلوا عن عادات كثيرة كانوا متمسكين بها في بلادهم، نتيجة ضعف المقدرة المادية، فمثلاً يأتي شهر رمضان، ويمر كغيره من الأشهر، يترك في قلوبنا غصة كبيرة، حيث نستذكر الماضي الجميل في منزل العائلة، والجمعات العائلية اليومية، التي كانت أهم ما يميز رمضان». وتضيف أم عبده، وهي أم لتسعة أطفال في عمر الدراسة، «الأحوال تغيرت كثيراً، خصوصاً بعد جائحة «كوفيد 19»، حيث تقلّصت فرص العمل، أما المساعدات المادية من الخارج فشبه تلاشت. ومن هنا، أصبحت أولوية الأسرة أن تمضي في هذا الشهر دونما تراكم الديون عليها». وتؤكد هذه الأم أن حالها ينطبق على أغلب الأسر في المخيم، و«جميعنا ندرك أننا غير قادرين على تلبية كل الطقوس، فلا دخل لهذه الأسر غير القسائم الغذائية، التي تمنحها المفوضية، إذ تحصل أسرة أم عبده على قسيمة بقيمة 23 ديناراً، وهو مبلغ يعتبر قليلاً مقارنة بأسعار السلع في السوق، وسط اضطرار الأهالي في بعض الأحيان إلى بيع هذه المساعدات، لتلبية احتياجات أساسية أخرى». معاناة وتبين أم عبده أن أغلب اعتماد الأسر داخل المخيم يقوم على تحضير البقوليات كونها طبقاً أساسياً خلال رمضان، أما اللحوم، بأنواعها، فمن الممكن شراؤها مرة واحدة فقط خلال الشهر، نتيجة أسعارها المرتفعة جداً، حيث تحاول الأسر جاهدة ألا تخيم عليها أجواء المعاناة، وذلك من خلال الجمعات البسيطة، وصلاة التراويح، وغيرها مما يبث السعادة في قلوب الأطفال والكبار. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :