تحصل المستفيدات من النساء على ستة أشهر من التدريب على ريادة الأعمال يتعلمن خلالها كيفية إعداد المشاريع، وإدارة الشركات، وبدء أنشطة الأعمال جنبا إلى جنب مع إيجاد مزيد من فرص العمل داخل مجتمعهن المحلي. وهذا هو الحال بالنسبة إلى منى ياسين عبدالله، التي تظهر صورتها مع تلاميذ فصلها في منطقة دخيل الجنوبية، حيث افتتحت مع شريكتين لها مركزا خاصا لتعليم الأطفال في مرحلة ما قبل الدراسة يضم الآن فصلين ويستقبل نحو 40 طفلا. قالت منى، "بعد دراستي، بحثت طويلا عن فرصة عمل دون جدوى، وأمضيت أيامي لا أفعل شيئا، وهو ما أثر كثيرا في ثقتي بنفسي.. وأتاح برنامج تدريب الشباب على ريادة الأعمال الفرصة لي، ومنحني سببا أصحو من أجله كل صباح، ولهذا أشكر كل من يقف وراء هذا البرنامج الذي جعلني أشعر بأنني مفيدة للمجتمع من حولي". ولا يساعد البرنامج النساء فحسب، بل يساعد فئة الشباب عموما. حميد علي موسى، شاب يمتلك ورشة لتصنيع الألمنيوم والنجارة يعمل فيها أربعة أشخاص، أخبرنا بقوله، "إن أثر البرنامج بالنسبة لي أثر حقيقي لأنني ساعدت عديدا من أبناء منطقة دخيل في مشاريعهم الإنشائية ووفرت لهم فرصا للعمل.. وبسبب الورشة أصبح لهذه الأسر دخل يعينها، كما أنني، ولله الحمد، أصبحت أمتلك مشروعا خاصا بي". وفي جميع أنحاء البلاد، كان هناك انتشار للشركات متناهية الصغر، من متاجر الأجهزة إلى المطاعم. وهذه المؤسسات الجديدة هي التي تدفع عجلة النمو الاقتصادي المحلي وتساعد الناس على الخلاص من شرك الفقر وتحسين حياة الآخرين في مجتمعاتهم المحلية. وهناك مثال آخر، كما هو موضح أدناه، وهو مزرعة زراعية رعوية في منطقة أوبلي، يساندها برنامج تدريب الشباب على ريادة الأعمال. تتمثل العوامل الرئيسة لنجاح هذا البرنامج في منهجيته الشاملة والتدريب على ريادة الأعمال، فضلا عن التوجيه من جانب الميسرين. ويعد إتقان بعض الأدوات، مثل وضع خطة عمل، أمرا ضروريا لبدء النشاط التجاري الناجح، وسمحت هذه الأدوات والمهارات للمشاركين باكتساب الأسس المتينة لتأسيس أعمالهم. تجدر الإشارة إلى أن برنامج التدريب على ريادة الأعمال اتبع نهج "من القاعدة إلى القمة"، بمعنى أن النساء والشباب انضموا إلى البرنامج بأفكارهم الذاتية المستمدة من مجتمعاتهم المحلية، بدلا من أن يقوم البرنامج بتوجيههم نحو تأسيس أنشطة أعمال محددة. كما تم تدريب ميسرين من المجالس الإقليمية وغرف التجارة المحلية في مجال ريادة الأعمال ليقوموا بنشر هذه المعارف على المستوى المحلي من جهة، وضمان استدامة البرنامج من جهة أخرى.
مشاركة :