قال الشاب وليد، المهندس الأمني العراقي البالغ من العمر 32 سنة، إنه عندما غزت الولايات المتحدة العراق قبل 20 عاما، كان ما زال تلميذا، لكن بلاده الآن انتقلت من حالة الحرب إلى إعادة الإعمار. مشيرا إلى أن شركة "باور تشاينا" الصينية، بصفتها مشاركا رئيسيا في بناء المدارس بالعراق، جلبت الأمل للبلاد ووفرت عددا كبيرا من فرص العمل لأبناء الشعب العراقي. وفي نهاية عام 2021، وبشهادة رئيس الوزراء العراقي، وقع العراق اتفاقية مع "باور تشاينا" و"سينوتيك" المحدودة للتكنولوجيا، تساعد الشركتان الصينيتان بموجبها العراق في بناء 1000 مدرسة. وإضافة إلى بناء المدارس، تساعد الصين العراق في تشييد الموانئ. ففي البصرة، أكبر موانئ العراق التي عرفت سابقًا باسم "بندقية الشرق"، يعمل موظفو مكتب تيانجين للممرات المائية مع المحليين في موقع المرحلة الأولى لمشروع تجريف الميناء الجديد. وهو مشروع رئيسي للبناء المشترك على طول مبادرة "الحزام والطريق"، تبلغ مساحة حوضه الإجمالية حوالي 3.3 مليون متر مربع، والحجم الهندسي الإجمالي 48 مليون متر مكعب، ومن المقرر الانتهاء من تشييده في يوليو 2025. وبحلول ذلك الوقت، سيصبح ميناء العراق الجديد أكبر ميناء في الشرق الأوسط. وأوضح الشاب العراقي حسين، والمشارك في أعمال المرحلة الأولى لتجريف الميناء الجديد، أن بلاده عاشت دوامة الحرب بشكل يومي، وقال "فقدنا وظائفنا ومنازلنا، والجميع الآن حريص على إعادة الإعمار بعد الحرب وتحقيق مصدر دخل ثابت". مضيفا أنه من خلال البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" التي طرحتها الصين، أحيا عمال البناء الصينيون ميناء العراق الجديد، حيث ساهموا في تجريف القناة، وبناء الرصيف، وشق الطريق، وأيقظوا الميناء الذي كان في سبات منذ أكثر من 40 عاما. ويعود تاريخ التبادلات بين العراق والصين إلى وقت طويل، حيث التقاء الحضارة الصينية القديمة وحضارة بلاد ما بين النهرين وتعارفهما على طريق الحرير القديم. وتسجل الوثائق التاريخية عددًا كبيرًا من قصص التبادلات الودية بين العراق والصين. ويعد العراق من أوائل الدول العربية التي انضمت إلى التعاون في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق". وفي السنوات الأخيرة، ظل مكتب تيانجين للممرات المائية التابع لمجموعة إنشاءات الاتصالات الصينية، على أساس إستراتيجية "منح الأولوية للتنمية الخارجية"، يوفر "الفعالية الصينية" و"الحلول الصينية" لتحقيق إعادة إعمار العراق والإنتعاش الاقتصادي بعد الحرب. وتحدث حسين عن باي هان شيوي، العامل في المشروع وأفضل صديق صيني له والقريب في العمر منه، قال "أخذني باي للبدء من الوظائف الأساسية، وتابع تعليمي بشكل شخصي، مما سمح لي بالتطور تدريجياً في الصناعة، وبدلاً من القول إنه صديقي، فهو مثل معلمي". وتُعرف مدينة البصرة بـ"القطب الأكثر سخونة في العالم"، حيث يصل متوسط درجة الحرارة اليومي في الصيف إلى 50 درجة مئوية، وتكون بيئة العمل صعبة نسبيًا. وكمواطن محلي، أخذ حسين زمام المبادرة لمساعدة أصدقائه الصينيين على تجاوز أشهر الصيف. وقال حسين بحماسة وهو ينظر إلى الميناء "كلما رأيت سفينة صينية كبيرة تظهر في البحر، أكون مفعما بالطاقة، فكل متر تتحركه السفينة، أقترب خطوة من حلمي، فأبناء الشعب الصيني رسل صداقة ويجلبون الأمل، لذلك أثق في مستقبلي". وإضافة إلى بناء المدارس وإصلاح الأرصفة تحت مظلة "مبادرة الحزام والطريق"، تشارك الشركات الصينية في مشاريع البناء مثل حقول النفط ومحطات الطاقة ومصانع الأسمنت ومعالجة المياه وغيرها في العراق. وقال أحد الشباب المحليين "الفرصة التاريخية التي أتاحها البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق ستكون فرصة للاقتصاد العراقي للتخلص من اعتماده شبه الكامل على عائدات النفط". مضيفا أن العراق الذي يعاد بناؤه مفعم بالأمل ويحتاج إلى خبرة الصين، ومن خلال مشروع "الحزام والطريق" سيتعاون العراق والصين بشكل أوثق.
مشاركة :