اصطفت جموع الصائمين من المعتمرين والمصلين وضيوف الرحمن مع غروب شمس أول يوم من رمضان أمام موائد الإفطار في بيت الله العتيق وبين جنباته في ساحات المسجد الحرام، مع صدح صوت الحق لأذان المغرب، لتكتمل فرحة الصائمين بتناول إفطارهم المُعد وفق أحدث أساليب التنظيم والترتيب . وتسابقت خُطا أهل الخير ومحبي الإحسان والعطاء على تقديم الإفطار لقاصدي المسجد الحرام طيلة شهر رمضان المبارك، رغبة وطمعاً في الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى وامتدت سلسلة موائد الإفطار بين أروقة المسجد الحرام، لتجسد رسالة الدين الإسلامي الحنيف وتجمع بذلك الأوعية الحضارية من كل الثقافات والتراث لمختلف الجنسيات وتلك الأمم المُسلمة للمعتمرين والمصلين، في أجواء روحانية مُفعمة بالإيمان والسكينة والوقار، والتي تلهج من خلالها ألسنة الصائمين بالدعاء والذكر الحكيم بالقبول والتوفيق، كما في الوقت نفسه تشحذ الهمم في نفوس منسوبيها؛ الكثير من الجهات الرسمية وعدد من الجمعيات ذات الطابع الإنساني والخيري في تقديم وتوزيع وجبات الإفطار من التمور وماء زمزم ونحوها، وبمشاركة فعالة من المتطوعين والمتطوعات في مشهد بديع يملؤه حب الانفاق ويتكرر بصورة يومية، وحين ينتهي الصائمون من إفطارهم، يتهافت العاملون في جمع موائد الإفطار على وجه السرعة وفي مدة وجيزة ووقت قياسي، ليستوي آلاف المصلين ويستقيموا لأداء الصلاة المفروضة.
مشاركة :