قوات الأمن تفرق لبنانيين يحتجون على تدهور ظروف المعيشة بالغاز المسيل للدموع

  • 3/23/2023
  • 01:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت‭ ‬–‭ (‬وكالات‭ ‬الأنباء‭): ‬شارك‭ ‬مئات‭ ‬اللبنانيين‭ ‬أمس‭ ‬الأربعاء،‭ ‬غالبيتهم‭ ‬عسكريون‭ ‬متقاعدون،‭ ‬في‭ ‬تظاهرة‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬بيروت‭ ‬احتجاجاً‭ ‬على‭ ‬تدهور‭ ‬الأوضاع‭ ‬المعيشية،‭ ‬بينما‭ ‬عملت‭ ‬القوى‭ ‬الأمنية‭ ‬على‭ ‬تفريقهم‭ ‬بإطلاق‭ ‬الغاز‭ ‬المسيل‭ ‬للدموع‭ ‬بعد‭ ‬محاولتهم‭ ‬اقتحام‭ ‬حرم‭ ‬السراي‭ ‬الحكومي‭. ‬ وأعاد‭ ‬هذا‭ ‬التحرك‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان‭ ‬التظاهرات‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬لبنان‭ ‬في‭ ‬خريف‭ ‬2019‭ ‬احتجاجاً‭ ‬على‭ ‬بدء‭ ‬تدهور‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬مطالبين‭ ‬برحيل‭ ‬الطبقة‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تمسك‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬بزمام‭ ‬الأمور‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬أي‭ ‬حلول‭.‬ وتجمّع‭ ‬المتظاهرون‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬رياض‭ ‬الصلح‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬بيروت‭ ‬مقابل‭ ‬السراي‭ ‬الحكومي،‭ ‬ورفع‭ ‬بعضهم‭ ‬الأعلام‭ ‬اللبنانية‭ ‬مرددين‭ ‬هتافات‭ ‬مناهضة‭ ‬للسلطة‭. ‬وحمل‭ ‬أحد‭ ‬المتظاهرين‭ ‬بينما‭ ‬ارتدى‭ ‬زياً‭ ‬عسكرياً‭ ‬لافتة‭ ‬كتب‭ ‬عليها‭: ‬‮«‬نناشد‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬والدولي‭ ‬أن‭ ‬يخلصونا‭ ‬من‭ ‬الطبقة‭ ‬الحاكمة‭ ‬الفاسدة‮»‬،‭ ‬ممهورة‭ ‬بتوقيع‭ ‬‮«‬متقاعدو‭ ‬الجيش‭ ‬اللبناني‮»‬‭.‬ وتخلل‭ ‬التظاهرة‭ ‬عمليات‭ ‬كر‭ ‬وفر‭ ‬بعد‭ ‬إطلاق‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬الغاز‭ ‬المسيل‭ ‬للدموع‭ ‬على‭ ‬المتظاهرين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تفريقهم،‭ ‬بعد‭ ‬تمكن‭ ‬مجموعة‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬إزالة‭ ‬الأسلاك‭ ‬الشائكة‭ ‬والتقدّم‭ ‬باتجاه‭ ‬حرم‭ ‬السراي‭ ‬الحكومي،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬مراسلو‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬في‭ ‬المكان‭. ‬ وأصيب‭ ‬متظاهر‭ ‬بجروح‭ ‬في‭ ‬رأسه‭ ‬خلال‭ ‬إطلاق‭ ‬القنابل‭ ‬المسيلة‭ ‬للدموع،‭ ‬وعنصر‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬جراء‭ ‬رشق‭ ‬المتظاهرين‭ ‬للحجارة،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬شاهد‭ ‬مراسلو‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭.‬ وأفادت‭ ‬الوكالة‭ ‬الوطنية‭ ‬للإعلام‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬عن‭ ‬حالات‭ ‬إغماء‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬المتظاهرين‭.‬ وقالت‭ ‬إن‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬فصلوا‭ ‬بين‭ ‬المتظاهرين‭ ‬والقوى‭ ‬الأمنية،‭ ‬لاحتواء‭ ‬التوتر‭ ‬بعد‭ ‬إطلاق‭ ‬القنابل‭ ‬المسيلة‭ ‬للدموع‭ ‬بكثافة‭. ‬ وقال‭ ‬العميد‭ ‬المتقاعد‭ ‬خالد‭ ‬نعوس‭ (‬70‭ ‬عاماً‭) ‬لفرانس‭ ‬برس‭: ‬‮«‬كان‭ ‬راتبي‭ ‬حوالي‭ ‬أربعة‭ ‬آلاف‭ ‬دولار‭ ‬قبل‭ ‬الأزمة،‭ ‬وهو‭ ‬يعادل‭ ‬150‭ ‬دولارا‭ ‬اليوم‮»‬‭. ‬ وأضاف‭: ‬‮«‬نشعر‭ ‬بالذل‭ ‬بينما‭ ‬نحاول‭ ‬أن‭ ‬نعيش‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬لأننا‭ ‬غير‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬تأمين‭ ‬مستلزمات‭ ‬منزلنا‭... ‬بلغنا‭ ‬مرحلة‭ ‬اليأس،‭ ‬إذ‭ ‬أخذت‭ ‬المصارف‭ ‬تعويضات‭ ‬تقاعدنا‭ ‬ولم‭ ‬تبق‭ ‬لنا‭ ‬رواتب،‭ ‬ولهذا‭ ‬ننزل‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬الشارع‮»‬‭. ‬ ويشهد‭ ‬لبنان‭ ‬منذ‭ ‬صيف‭ ‬2019‭ ‬أزمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬صنّفها‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬بين‭ ‬الأسوأ‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1850،‭ ‬وتُعتبر‭ ‬الأسوأ‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬لبنان‭. ‬ويتزامن‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬أزمة‭ ‬سيولة‭ ‬حادة‭ ‬وقيود‭ ‬مصرفية‭ ‬مشددة،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬بإمكان‭ ‬المودعين‭ ‬معها‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مدّخراتهم‭ ‬العالقة‭.‬ وسجّلت‭ ‬الليرة‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الماضي‭ ‬انهياراً‭ ‬تاريخياً‭ ‬مع‭ ‬تجاوز‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬عتبة‭ ‬140‭ ‬ألفا‭ ‬مقابل‭ ‬الدولار،‭ ‬ما‭ ‬تسبّب‭ ‬بارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬كافة‭ ‬وخصوصاً‭ ‬المحروقات‭ ‬والسلع‭ ‬والمواد‭ ‬الغذائية‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬تسعّر‭ ‬بالدولار‭ ‬بعد‭ ‬رفع‭ ‬الدعم‭ ‬عنها‭. ‬وتوقّفت‭ ‬محطات‭ ‬بنزين‭ ‬عدّة‭ ‬عن‭ ‬بيع‭ ‬المحروقات‭. ‬ وانخفض‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬أمس‭ ‬الأربعاء‭ ‬الى‭ ‬قرابة‭ ‬110‭ ‬آلاف‭ ‬مقابل‭ ‬الدولار،‭ ‬غداة‭ ‬إصدار‭ ‬مصرف‭ ‬لبنان‭ ‬تعميماً‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬انهيار‭ ‬الليرة‭ ‬التي‭ ‬خسرت‭ ‬قرابة‭ ‬98‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬قيمتها‭. ‬ وقال‭ ‬متظاهر‭ ‬عرّف‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬باسم‭ ‬حاتم‭ (‬73‭ ‬عاماً‭) ‬وهو‭ ‬أستاذ‭ ‬متقاعد‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬الثانوي‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭: ‬‮«‬أقبض‭ ‬راتبي‭ ‬بالليرة،‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬ينالون‭ ‬رواتبهم‭ ‬بالليرة‭ ‬انهارت‭ ‬معيشتهم‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬بإمكانهم‭ ‬توفير‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‮»‬‭ ‬من‭ ‬احتياجاتهم،‭ ‬موضحاً‭ ‬أنه‭ ‬يتنقل‭ ‬منذ‭ ‬أسابيع‭ ‬سيراً‭ ‬على‭ ‬الأقدام‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬لعجزه‭ ‬عن‭ ‬توفير‭ ‬الوقود‭ ‬لسيارته‭.‬

مشاركة :