دبي - (أ ف ب): قتل عشرة جنود يمنيين في هجوم شنّه الحوثيون مساء الثلاثاء على منطقة واقعة جنوب مدينة مأرب الاستراتيجية، آخر مواقع السلطة المعترف بها في شمال اليمن، بحسب ما أفاد مسؤولان عسكريان حكوميان وكالة فرانس برس أمس الأربعاء. وذكر المسؤولان أن الحوثيين المتحالفين مع إيران دفعوا بتعزيزات إلى جبهات مأرب التي يحاولون السيطرة عليها منذ سنوات في الأيام الأخيرة، رغم جهود إحياء السلام في البلد الغارق في الحرب واتفاق تم التوصل إليه مؤخّرا لتبادل مئات الأسرى. وقال مسؤول عسكري فضّل عدم الكشف عن هويته كونه غير مخوّل التحدث للإعلام إنّ «الحوثيين شنوا هجوما على تلال جبلية تطل على مديرية حريب جنوبي مأرب وأحرزوا تقدما في تلك الجبهة وتسببوا في نزوح عشرات الأسر». وأضاف: «قتل 10 جنود على الأقل بالإضافة إلى عدد غير معروف من المهاجمين». وأكّد مسؤول عسكري حكومي آخر الهجوم والحصيلة. ويشهد اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، نزاعا داميا منذ 2014 بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين. وتصاعد النزاع مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس 2015 لوقف تقدم الحوثيين بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء. وأودى الصراع مذاك بعشرات آلاف اليمنيين وتسبّب بأزمة إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ في العالم مع نزوح ملايين الأشخاص. وتشهد جبهات مأرب، المنطقة الغنية بالنفط والتي تعدّ آخر معقل للحكومة في الشمال، مواجهات متكرّرة بين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات الحكومية المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية. ووقع الهجوم الأخير غداة توصّل المتمرّدين والحكومة خلال مفاوضات في برن بسويسرا إلى اتّفاق على تبادل أكثر من 880 أسيراً، في بادرة أمل جديدة مع تسارع الجهود لإنهاء الحرب. كما جاء إعلان التبادل بعد أيام على إعلان السعودية وإيران اللتين تدعمان أطرافا متعارضة في النزاع توصلهما الى اتفاق على استعادة علاقاتهما الدبلوماسية بعد سبع سنوات من القطيعة. وقال الخبير في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ماجد المذحجي إنّ «الحوثيين معنيون بتوجيه رسالة سياسة واضحة بأن صفقة طهران والرياض لا تعني أنّ صنعاء انتهى أمرها وأصبح محسوما وأنها ستنقاد لما ستقوم به طهران». وأضاف: «إذا تمكن الحوثي من تحقيق اي اختراق عسكري فسيغيّر كل ديناميكية المفاوضات». واعتبر ان الهجوم الأخير «رسالة واضحة بأن الخيارات العسكرية هي أقرب من خيارات التفاوض حاليا بالنسبة إلى الحوثيين، فهم يعتقدون ان لديهم فرصة لصياغة المعادلة على الأرض الآن» مع الدعوات لإنهاء الحرب. وخلال اجتماع لمجلس الأمن هذا الشهر، قال مسؤولو الأمم المتحدة إن الانفراجة الأخيرة بين السعودية وإيران قد توفّر زخما نحو السلام من جانب الأطراف المتحاربة في اليمن. وحضّ المبعوث الخاص للأمم المتحدة في اليمن هانس غروندبرغ أطراف النزاع على «اغتنام الفرصة» التي أوجدها هذا الاختراق الدبلوماسي في الخليج. وأشار خلال إحاطة قدّمها لمجلس الأمن عبر الفيديو إلى «جهود دبلوماسية حثيثة تبذل على مختلف المستويات لإنهاء النزاع في اليمن».
مشاركة :