استمرت الإدانات العربية والدولية والأممية لقرار سلطات الاحتلال الإسرئيلي بإعادة الاستيطان في كمناطق شمال الضفة الغربية لفلسطين، ويرى مراقبون وبينهم موقع إسرائيلي شهير أن واشنطن بدأت تشعر من حكومة نتنياهو التي «بدأت تجاوزت الحدود في ملف النزاع». وكانت الرياض قد عبرت عبر بيان للخارجية بأشد العبارات عن إدانتها للقرار الذي اتخذته السلطات الإسرائيلية المحتلة بالسماح بإعادة الاستيطان في مناطق شمال الضفة الغربية في دولة فلسطين الشقيقة. وعبرت الوزارة عن استنكار المملكة الشديد لهذا القرار الذي يعد مخالفة وانتهاكاً صارخاً لكافة القوانين الدولية، ويساهم في تقويض جهود السلام الإقليمية والدولية، ويعرقل مسارات الحلول السياسية القائمة على مبادرة السلام العربية، وضمان قيام الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية. من جهته، أدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، القرار الذي اتخذته السلطات الإسرائيلية المحتلة بالسماح بإعادة الاستيطان في مناطق شمال الضفة الغربية في فلسطين. وعبر البديوي عن استنكاره الشديد لهذا القرار، الذي يعد مخالفة وانتهاكاً صارخاً لكافة القوانين الدولية ويساهم في تقويض جهود السلام الإقليمية والدولية. وأكد الأمين العام على مواقف دول مجلس التعاون الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى، ودعم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، داعياً إلى ضرورة دعم جميع الجهود الإقليمية والدولية لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط، ووضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد حل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية. كما دانت المملكة المغربية التصريحات المستفزة الصادرة عن أعضاء بالحكومة الإسرائيلية، والتي كان فيها استفزاز لدول عربية ولحقوق الشعب الفلسطيني. وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة في تصريح صحفي بالرباط الخميس، أن بلاده تدين وترفض دائمًا كل تصرف يمكن أن يكون تحريضيًا أو ذا أثر سلبي، مشددًا على أن الحوار والمفاوضات هما السبيل الوحيد للتوصل إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية بما يتطابق مع الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وقرارات مجلس الأمن. وبدورها، أدانت تونس القرار الذي اتخذته السلطات الإسرائيلية المحتلة بالسماح بإعادة الاستيطان في مناطق شمال الضفة الغربية في دولة فلسطين. وعبر وزير الخارجية التونسي نبيل عمار عن استنكاره الشديد لهذا القرار، والذي يعد مخالفة وانتهاكاً صارخاً لكافة القوانين الدولية ويسهم في تقويض جهود السلام الإقليمية والدولية، معرباً عن تضامن تونس مع المملكة الأردنية الهاشمية ورفضها كل الممارسات الاستفزازية والعدوانية التي تُمثّل خرقاً واضحاً لكل المواثيق والقوانين والأعراف الدولية وتقويضاً لأية جهود لإحلال السلام في المنطقة. في هذه الاثناء، قال موقع عبري، الأربعاء، إن استدعاء واشنطن للسفير الإسرائيلي مايك هرتسوج، في خطوة غير معتادة تهدف إلى إرسال رسالة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بأن حكومته قد تجاوزت الحدود المسموح بها. ونقل المراسل الدبلوماسي لموقع «والا» باراك رافيد عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لم يسمه قوله: «هذا يرجع إلى حقيقة أن هذه الحكومة (الإسرائيلية) ذهبت بعيداً، الإصلاح القضائي، تصريحات سموتريتش والآن قانون إلغاء خطة فك الارتباط بشمالي الضفة الغربية، كان هذا ببساطة أكثر من اللازم بالنسبة لنا». وقال رافيد: «حقيقة أن العلاقات بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو تشهد أزمة خطيرة في مثل هذا الوقت القصير (بعد نحو 3 شهور من تشكيل الحكومة الإسرائيلية)، ليست سوى أحد أعراض التدهور العام لمكانة إسرائيل الدولية منذ تولي الحكومة الجديدة السلطة». كما تعرضت إسرائيل الأربعاء لانتقادات في مجلس الأمن الدولي بسبب توسعها الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأدنى تور وينيسلاند لمجلس الأمن: «أدعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن الإجراءات الأحادية الجانب التي تتسبب بتصعيد للتوترات وعن كل عمل استفزازي في هذه الفترة الحساسة»، في إشارة إلى تزامن عيد الفطر وعيد الفصح هذا العام ودخول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في دوامة عنف جديدة منذ مطلع العام. وعبّر عن «قلقه العميق» من التوسع الاستيطاني بعد إضفاء شرعية على تسع مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة وبناء وحدات سكنية جديدة في مستوطنات قائمة، وتعتبر الأمم المتحدة هذا الاستيطان غير قانوني بموجب القانون الدولي. وفي الداخل الفلسطيني، جدد مستوطنون الخميس عمليات اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي اقتحمت أحياء في مدينة القدس المحتلة، وداهمت عدة منازل في البلدة القديمة، واعتقلت العديد من الفلسطينيين. وفي السياق ذاته، حذر مركز معلومات وادي حلوة في تقرير له من مخطط استيطاني، لإقامة 1200 وحدة استيطانية، يهدف لفصل أحياء مدينة القدس عن بعضها، وعزل القدس عن مدينة بيت لحم، لمنع إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً. كما أفادت مصادر فلسطينية بإصابة طفل برصاص الاحتلال المطاطي، أثناء وجوده في محيط مدرسته ببلدة الرام شمال القدس، ميدانيًا، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد شابٍ فلسطيني صباح الخميس برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي اقتحمت عزبة شوفة جنوب شرق طولكرم بالضفة الغربية. وأوضحت أن الشهيد في العشرينات من العمر، أصيب بعدةِ رصاصاتٍ في الرأس والأطراف السفلية، ليرتفع بذلك عدد الشهداء منذ بداية العام الجاري إلى 90 شهيداً. وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال اليوم 11 فلسطينياً خلال حملة دهم وتفتيش واسعة طالت مناطق متفرقة في الضفة الغربية، بينهم شاب جريح.
مشاركة :