العراقيون أصحاب نكتة من العباسيين ... إلى «داعش»!

  • 2/8/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

على رغم أن العراقيين يغيرون بين الحين والآخر «الضحية» التي يركزون عليها نكاتهم، فيسخرون تارة من قبيلة ما وتارة أخرى من منطقة معينة، وثالثة من طائفة دون غيرها.. تبقى النكات السياسية هي الأقوى من دون منازع. وكانت النكات التي تضحك العراقيين في مرحلة حكم صدام حسين مثلاً، تتركز على الأكراد وفطرتهم والدليم وسذاجتهم في التعامل مع أمور الحياة، وكانوا لسنوات طويلة يضحكون على تلك النكات التي شاعت بين العامة بأمر سياسي مبطن، ومن دون أن يدرك الناس العاديون ذلك. لكن، وعلى رغم ذلك كله، بقي التهكم على نظام صدام ونائبه عزت الدوري والنكات التي تطلق ضده الأكثر إضحاكاً للشباب والعامة في تلك الحقبة. لكن المشكلة في تداول تلك النكات كانت صعوبة تناقلها في الأماكن العامة بسبب عيون النظام المنتشرة في كل مكان، حتى أنها لم تكن تروى إلا في التجمعات الخاصة بالأصدقاء أو بين أفراد العائلة الواحدة بعد صرف الأطفال عن المكان خشية نقل النكتة الى زملائهم في المدرسة والتسبب في مأزق للعائلة. ولا شك في أن الشباب هم الأكثر حماسة في تناقل النكات السياسية، وكان بعضهم يطلقها بين أصدقائه المقربين في الجامعة بعد الالتفات يميناً ويساراً للتأكد من خلو المحيط من المراقبة. ويقول الدكتور توفيق محمد سالم، أخصائي علم الاجتماع في جامعة بغداد، إن شيوع النكتة السياسية بين العراقيين ليس وليد اليوم، «فالعراقيون يتداولون تلك النكات منذ العصر العباسي، ووحدهم أبطال النكتة هم من يتغيرون، فبدلاً من الخليفة ووزيره وزوجته حل الرئيس ورئيس الوزراء وبعض الشخصيات العامة». ويضيف: «في العصر العباسي شاع الكثير من النكات حتى عن الشعراء، فكان العامة يتداولون نكاتاً عن الشاعر أبي نؤاس، ومعظمها تتعلق بميوله الجنسية، على رغم اختلاف المؤرخين حول حقيقتها، وأشهرها النكتة التي تتحدث عن إصرار أبي نؤاس على المبيت في قصر هارون الرشيد وقد أعجبه أحد الغلمان ويدعى «أبا طوق»، فاشترط الخليفة أن ينام الشاعر على الأرض والغلام على السرير، فإذا به يقول له صباحاً: «هزني الشوق إلى أبي طوق... فتدحرجت من أسفل إلى فوق». ووفق سالم، فإن النكتة السياسية في العصور اللاحقة تطورت وتغير أبطالها، ولكن تداولها اختلف بين عصر كان الناس يتداولون النكتة سراً وعصور يجاهرون بها ويضحكون علناً. والواقع أن الإقبال على النكتة السياسية لم يغلق الباب تماماً على النكات الاجتماعية التي كانت تستهدف فئات وأفراداً كثيرين هم أبطال المرحلة مثل تنظيم «داعش» أخيراً، الذي يتهكم العراقيون عليه ويسخرون من بعض قراراته في المدن التي يحتلها. ومن النكات المتداولة أنه عند دخول «داعش» إلى الموصل في حزيران (يونيو) عام 2014 وفرضه النقاب على النساء خرجت امرأة مسنة إلى الشارع دون نقاب، فسألها أحد أفراد التنظيم عن سبب ذلك، فأجابت بأن الجو حار جداً ولا تطيق لبسه، فسألها مجدداً إن كانت سترتديه في الشتاء، فأجابته بفطرة العجائز: «وهل أنتم باقون حتى الشتاء؟». وهناك نكات استهدفت شخصيات سياسية بعينها تولت الحكم بعد سقوط نظام صدام حسين، ومنها النكات المتداولة على رؤساء الوزراء والرئيس العراقي السابق جلال طالباني وغيرهم من الشخصيات الشهيرة. ومن أبطال النكات الدائمين في العراق والذين يفضل الشباب تداول النكات عنهم، فئة «المحششين»، أي الذين يدخنون الحشيشة أو أي نوع آخر من المخدرات، ومنها أن أحد المحششين كان يأكل مع زوجته وفجأة سألها إن كان للزيتون أقدام، فأجابت: لا، فقال لها مستنفراً: «أعطني الماء لقد أكلت صرصاراً». عشرات المواقع الإلكترونية اليوم التي تختص بالنكتة العراقية تنتشر على «فايسبوك» وفي مدونات خاصة بالمجموعات الشبابية، ومنها http://www.iraqws.com/jokes وhttps://www.facebook.com/nokat.iraqia وهي تتداول نكاتاً كثيرة يتنوع أبطالها بين السياسة والفن والتحشيش، وتتميز بطابع خاص، لكنها جميعا تشترك بكونها تهدف إلى نشر الابتسامة على الوجوه، وهو شعار رفعه العديد من العراقيين بعد الحائط المسدود الذي أوصلتهم إليه السياسة.

مشاركة :