تحوّلت مسألة الأطعمة الفاسدة في الآونة الأخيرة إلى ظاهرة باتت تؤرق الكثير من العاملين في المجال الصحي بسبب المخاطر الصحيّة التي تلحقها بالمستهلكين. ولم تستثني موجات الأطعمة الفاسدة أي بلد في العالم فاتحةً الجدال مجدداً حول دور الرقابة الحكوميّة والتوعية الإعلاميّة للحد من دخول هذه النفايات السامّة إلى بطون المستهلكين. وفيما يلي نلقي بعض الضوء حول هذه المشكلة الصحيّة مع اقتراح بعض النصائح المهمّة في هذا المجال. ماهيّة الأغذية الضارّة يجمع خبراء التغذية على أن سلامة الأغذية وجودتها هما صفتان متلازمتان لصلاحيّة الغذاء للاستهلاك من جهة وقيمته الغذائيّة من جهة ثانية. لذلك عرّفوا الأغذية الضارّة بأنّها الأغذية الملوّثة بأحد أنواع التلوّث الإشعاعي، الكيميائي أو الميكروبي، كما يضيف البعض إلى هذا التعريف جميع الإضافات الملوّنة ذات النسب العالية أو التعبئة الغير صحيّة للمواد ممّا التي تتسبب في أكسدتها وتغيّر قيمتها. وتعتبر الأغذية فاسدة إذا توافر فيها إحدى هذه المعايير: - ثبت بالتحاليل الميكروبيّة والكيميائيّة حدوث تغيّر في تركيبها ومكوّناتها الطبيعيّة وظهر ذلك من خلال الطعم، المظهر أو الرائحة. - وجد في الغذاء أو عبوات التعبئة يرقات، ديدان أو حشرات وفضلات حيوانيّة. - انتهت مدّة الصلاحيّة التي تحدّد استخدامها. - أعدّت وتم تحضيرها أو حفظت في ظروف غير صحيّة. مخاطر الأغذية الفاسدة يعتبر التسمّم البكتيري من أكثر أنواع التسمّم الغذائي شيوعاً، وتختلف خطورته وتأثيره على الصحة باختلاف نوع البكتيريا، مناعة المريض وعمره. ومن أهم عوارض التسمم البكتيري: (الإسهال والجفاف، القيئ والغثيان، الفشل الكلوي، آلام معويّة وصداع. انتفاخات في القولون، شعور بالإعياء والتعب وفقدان الشهيّة للأكل). وللتفريق بين درجات الخطورة في هذا النوع من التسمّم يجب التعرّف إلى نوع البكتيريا الممرضة ومنها على سبيل المثال: - إي كولاي (E.coli): تظهر الأعراض بعد 1 - 8 أيام من تناول الغذاء، وتوجد عادةً في الحليب غير المبستر، مياه الشرب الملوّثة واللحوم أثناء سلخها. - كامبيلوبكتر (Campylobacter): تظهر الأعراض بين 2 - 5 أيام من تناول الغذاء، وتوجد في اللحوم المتسخة بفضلات طعام الدواجن والحيوانات والمياه الملوثة. - سالمونيلا (salmonila): تظهر الأعراض بين 1 - 3 أيام من تناول الغذاء، وتوجد في البيض والحليب ومشتقات الألبان. وقد تنتقل بواسطة أدوات المطبخ (سكين، قدر) إلى الخضار، كما تقاوم عمليّات الطهي غير المكتمل. - ساتفيلوكوكس أوريس (staphylococcus aureus): تظهر الأعراض خلال ساعات فقط من تناول الغذاء 1 - 6 ساعات، وتوجد على الجلد الملوّث وتنتقل في السعال والعطاس ثمّ لمس الطعام دون غسيل اليدين. إجراءات الوقاية من الأطعمة الفاسدة هناك عوامل مساعدة للحد من التلوث الغذائي يجب على المستهلكين الانتباه إليها: 1- اختيار الأطعمة والمشروبات الطازجة والابتعاد عن الأغذية المحفوظة بقدر الإمكان. 2- غسل الأيدي جيداً قبل تناول أي طعام وقبل إعداده أو بعد ملامسة أي طعام فاسد. 3- غسل اليدين بالماء والصابون بعد تنظيف الدجاج أو اللحوم أو الخضار، وبعد استعمال المرحاض. 4- تنظيف أواني المطبخ قبل استعمالها تنظيفاً جيداً. 5- إبعاد الحيوانات الأليفة، كالقطط والكلاب، عن أماكن الطعام. 6- منع الأشخاص المصابين بالأمراض المعدية من إعداد الطعام أو الاقتراب منه. 7- حفظ الأطعمة سريعة الفساد وبقايا الطعام بشكل جيد واستخدام الثلاجة لذلك (اللحوم والدجاج والحليب ومشتقاته يفضل أن تؤكل كلها في وجبة واحدة). 8- حفظ الأغذية بأوعية زجاجية أو مطلية لمنع التسمم الذي يحصل من تفاعل الطعام مع الأغذية المعدنية مثل الألمنيوم أو الزنك. 9- عدم استخدام نفس الأسطح والأدوات لتقطيع اللحم والدجاج ثم الأطعمة التي تؤكل نيئة كالبندورة والخيار والبقدونس، أو غسلها جيداً بعد كل استعمال بالماء والصابون. 10- عدم ترك الطعام مكشوفاً وتغطيته بإحكام ووضعه في مكان آمن كي لا تصله الحشرات والقوارض. 11- الخضار التي تؤكل نيئة بدون طبخ (مثل الخس، الخيار، البقدونس، النعناع..). 12- غلي الحليب بشكل جيد وغلي بعض أنواع الجبن، وحفظها بالثلاجة عند الانتهاء. 13- استخدام فلتر لمياه الشرب عند الشك بعدم نظافتها أو غليها، وتصفيتها ثم شربها. 14- رمي النفايات وفضلات الطعام المتبقية يومياً في المكان المخصص، بعد وضعها في أكياس محكمة الإغلاق. كيف تختار الطعام الآمن؟ - ابتعد عن الأغذية الموجودة داخل أكياس ممزقة أو مخرومة وتأكد من أنّها محكمة جيداً. - انتبه جيداً إلى مدة الإنتاج ومدة الانتهاء الموجودة على السلعة ودقّق في معظمها حتى لو تشابهت. - لا تشتري الأطعمة والأشربة من الباعة المتجولين لعدم توافر الشروط الصحية في تحضيرها أو عرضها (درجة حرارة عالية ومعرضة للغبار والذباب). - لا تشتري المعلبات المثقوبة أو المنتفخة والصدئة لأنها على الأغلب فاسدة، وتسبب أضراراً خطيرة. - اشتر منتجات الألبان المبسترة، وهي مطبوخة على درجات حرارة عالية، كفيلة بالقضاء على الجراثيم إن وجدت داخل مكوّناتها. للمزيد من أحداث الدراسات التي تربط بين ممارستنا اليومية وأوضاعنا الصحية اطلعوا على المضمون المنشور تحت وسم #جسمي_يتفاعل
مشاركة :