حذر علماء من أن اللحوم غير المطهية جيدا قد تكون مسؤولة عن مئات الآلاف من التهابات المسالك البولية كل عام. وأظهرت الدراسات السابقة أن الإشريكية القولونية (E Coli) تسبب ما يصل إلى 90% من جميع التهابات المسالك البولية. لكن الباحثين وجدوا أن ما يقرب من 8% مشتق من سلالات E Coli الكامنة في اللحوم النيئة مثل الدجاج والديك الرومي. ويمكن أن تعيش هذه البكتيريا في الأمعاء قبل أن ينتهي بها الأمر في المسالك البولية، ما يسبب أعراضا مؤلمة مثل الألم في جانبيك أو ظهرك والرعشة والقشعريرة. وتسبب الإشريكية القولونية ما يقرب من 6 إلى 8 ملايين عدوى في المسالك البولية في الولايات المتحدة سنويا. وفي المملكة المتحدة، يُعتقد أن عدوى المسالك البولية تؤدي إلى 7 ملايين استشارة طبيب عام سنويا. ووفقا للمعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية (NICE)، فإن الإشريكية القولونية هي "السبب الأكثر شيوعا". وقام باحثون في جامعة جورج واشنطن بجمع عينات الدم والبول من عدوى بكتيريا E Coli من المستشفيات المحلية في مدينة في ولاية أريزونا. ثم قاموا بمطابقة ذلك مع سلالات E Coli حيوانية المصدر التي تنقلها الأغذية والموجودة في العلامات التجارية المتاحة للدجاج النيء والديك الرومي في تسع سلاسل بقالة رئيسية. وتم اختيار اللحوم لأنه تم التعرف عليها على الأرجح على أنها تحمل البكتيريا القولونية التي تسبب عدوى المسالك البولية. وقال الباحثون في مجلة One Health ، إن ما يقرب من 8% من عزلات E Coli السريرية في مجتمعنا يبدو أنها سلالات حيوانية المنشأ منقولة بالغذاء. وقال العلماء إن تطعيم الحيوانات ضد أخطر سلالات E Coli يمكن أن يكون أحد السبل لمنع البكتيريا من دخول الإمدادات الغذائية. وأضاف الباحثون: "إن التعرف الدقيق على السلالات المتورطة في التداعيات الأخيرة من الحيوان إلى الإنسان أمر بالغ الأهمية لتطوير استراتيجيات التدخل المستهدفة في مجموعات الحيوانات الغذائية". وأضاف لانس برايس، أستاذ الصحة البيئية والمهنية في جامعة جورج واشنطن: "على المستوى الفردي، أود أن أقول إن أي شخص معرض بالفعل للإصابة بعدوى المسالك البولية يجب أن يتوخى الحذر عند التعامل مع اللحوم النيئة، وخاصة الدواجن. إذا تعامل الناس مع منتجات اللحوم النيئة ولم يغسلوا بشكل كاف - وهو ما قد يكون صعبا - فيمكن إدخال الإشريكية القولونية مباشرة في الجهاز البولي التناسلي". وأضاف: "تقدم دراستنا أدلة دامغة على أن السلالات الخطرة تشق طريقها من الحيوانات الغذائية إلى البشر من خلال الإمدادات الغذائية وتجعل الناس يمرضون". ومع ذلك، أقر العلماء أيضا بالعديد من قيود الدراسة بما في ذلك الاعتماد على مكان واحد. وقالوا "لذلك فإن قابلية تعميم النتائج غير معروفة". وتم أيضا تقييم معدل الإشريكية القولونية من اللحوم التي تسبب التهابات المسالك البولية دون تضمين لحم البقر، لذلك ربما لم يتم الإبلاغ عن عدد حالات FZEC، ما يحد من النتائج. ولم يُدرج الخبراء أيضا "عزلات من أنواع الحيوانات المصاحبة بما في ذلك القطط والكلاب، ما منعهم من تقييم أدوارها المحتملة في نقل سلالات الإشريكية القولونية. وتوجد سلالات البكتيريا عادة في أمعاء الناس والحيوانات وعادة ما تكون غير ضارة. ومع ذلك، إذا دخلت سلالات معينة إلى أجزاء ضعيفة من الجسم، مثل المسالك البولية - وهو مصطلح شائع للمثانة والكلى والأنابيب المتصلة بها - فقد يؤدي ذلك إلى التهابات منهكة وخطيرة في كثير من الأحيان. كما أن مضادات الحيوية هي العلاج الأكثر شيوعا، يليها شرب الكثير من الماء لطرد البكتيريا من الجسم. لكن بعض التهابات المسالك البولية يمكن أن تؤدي أيضا إلى التهابات أكثر خطورة في الكلى؛ وتشمل الأعراض الحمى والقشعريرة وآلام الظهر والغثيان أو القيء والتهابات الدم التي تهدد الحياة. المصدر: ديلي ميل تابعوا RT على