الاحتجاجات ضد إصلاح التقاعد تثير انقساما بين السياح في فرنسا

  • 3/25/2023
  • 23:03
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يتعذر على السياح الذين يزورون باريس تجاهل الاحتجاجات العنيفة التي تشهدها فرنسا، مع تحطيم الواجهات الزجاجية ومحطات الحافلات وإحراق حاويات النفايات وانتشار الشرطة، سواء أكانوا يؤيدون إصلاح نظام التقاعد المدعوم من الرئيس إيمانويل ماكرون أم لا. وفي منطقة مونمارتر الباريسية، وهي تلة تشكل مقصدا أساسيا للسياح وتطل منها كنيسة القلب المقدس Sacre-Coeur، يدل اصطفاف الحافلات الزرقاء وعدد كبير من عناصر الشرطة مساء الجمعة على مدى هشاشة الوضع والخشية من انفجاره فجأة في هذه المنطقة التي بقيت حتى الآن بمنأى عن التظاهرات. ووفقا لـ"الفرنسية"، لا تبدو الهولندية يوديت يونكر "67 عاما" التي قدمت إلى فرنسا برفقة إخوتها ووالدتها للاحتفال بتقاعدها، راضية عما يحدث. وأوضحت "نحن بحاجة إلى التغيير، نحن نتقدم في العمر وينبغي دفع معاشات التقاعد"، متبنية الحجج التي أوردتها الحكومة الفرنسية. وأضافت "أتفهم موقف حكومتكم". وتشاطرها الرأي مواطنتها ميراندا بالت "51 عاما" التي التقتها "الفرنسية" على جسر ألكسندر الثالث فوق نهر السين المطل على برج إيفل، قائلة "في هولندا، قاموا أيضا بتغيير القانون وقبلنا به على الفور". وتابعت الأستاذة في جامعة أمستردام "سأتقاعد في سن 67 ونصف"، بينما الإصلاح الذي لا يحظى بشعبية، الذي تم تبنيه أخيرا في فرنسا يرفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاما. ومررت الحكومة مشروع تعديل نظام التقاعد من دون تصويت في البرلمان مستندة إلى مادة في الدستور يعدها كثيرون "إنكارا للديمقراطية"، ليقينها من أنه لن يحصل على موافقة الأغلبية في الجمعية الوطنية على الرغم من مناقشته منذ شهور. الخميس، تظاهر ما مجموعه 3.5 مليون شخص في مختلف أنحاء فرنسا وفق نقابة "سي جي تي"، فيما اقتصر العدد بحسب وزارة الداخلية على 1.08 مليون ضد تعديل نظام التقاعد. وكان الغضب واضحا بين المحتجين الذين عبروا عن استيائهم من الرئيس. في باريس حيث أعلن الاتحاد العمالي العام "سي جي تي" مشاركة 800 ألف شخص، في مقابل 119 ألفا بحسب وزارة الداخلية، سرعان ما سجلت أعمال عنف ولا سيما رشق الحجارة والقوارير وإطلاق المفرقعات على قوات الأمن. وأشعلت النار في ساحة الجمهورية، المكان التقليدي للتجمعات السياسية، على وقع هتافات تنادي "باريس! ثوري! ثوري!". قال إيجور "27 عاما" الذي شارك في جميع التجمعات، المنظمة أو العفوية، منذ شهرين "الناس لم تعد تخشى شيئا".

مشاركة :