فتاوى العلاقة الزوجية والجماع في شهر رمضان

  • 3/26/2023
  • 15:05
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لشهر رمضان المبارك ضوابط في كل شيء تقريبًا، بدءًا من مواعيده وطعامه وشرابه وصلواته، وصولاً للعلاقة بين الرجل وزوجته خلال يوم الصيام، الممتد من الفجر حتى غروب الشمس، حتى ينعم الجميع بثواب الشهر الكريم، أحد أركان الإسلام الخمسة. ولأن الرجال هم قوامون على النساء ومصدر الدعم لهم في جميع الأوقات، يقع على عاتقهم التحكم في الأمور الحياتية داخل المنزل، والاهتمام بمعرفة المفيد والضار والحلال والحرام والجائز والممنوع، فيما يخص علاقته بزوجته خلال أيام الشهر الكريم. ونصت آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة على ضوابط تحدد علاقة الرجل وزوجته خلال شهر رمضان المبارك، حتى تعم السعادة والخير في بيوت المسلمين جميعًا. لذلك، تستعرض «الرجل»، أهم فتاوى علماء الدين وفقًا لكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- لتحقيق الاستفادة الكبرى من شهر رمضان المبارك في محو الذنوب، وزيادة الحسنات وعدم ارتكاب الأخطاء، سواء مقصودة أو عن جهل. الجماع في نهار رمضان «حرام»؛ حيث تحظر الشريعة الإسلامية على الأزواج والزوجات ممارسة الجماع في أوقات صيام رمضان، وإذا كان الزوجان صائمين، فالجماع يتسبب في إفطارهما. ويعد الجماع من أعظم المُفطرات في نهار رمضان، وهو أعظم من الفطر عن طريق الأكل والشرب، لذلك فإن كفارته مغلظة. اقرأ أيضًا: أجمل تواشيح شهر رمضان الكريم.. منها النقشبندي وطوبار كفارة الجماع في رمضان هي «تحرير رقبة»، فإذا لم يكن ذلك ممكنًا، يجب على الزوج صيام شهرين متتابعين، ومن عجز عن ذلك فعليه إطعام ستين مسكينًا. قال أبو هريرة رضي الله عنه: وفيما كنا نجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل فقال: يا رسول الله هلكت! قال: "ماذا حدث؟" قال: جامعت زوجتي وأنا صائم في رمضان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل تجد رقبة تعتقها؟" قال لا، فقال الرسول: "فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟"، قال لا، فقال الرسول: "فهل تجد إطعام ستين مسكينًا؟"، قال لا ثم سكت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أتى بإناء كبير من التمر فقال "أين السائل؟"، قال: "ها أنا ذا". قال: "خذه فتصدق به". وقال الرجل: هل أفقر مني يا رسول الله؟ فلا بيت بين الحرّين أفقر من بيتي، فابتسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: "أطعمها لأهلك". والواجب على المسلم أن يحافظ على صومه ويصونه من كل ما يفسده، فانتهاكه من أعظم المنكرات.  اقرأ أيضًا: فضائل شهر رمضان الكريم والأحاديث النبوية التي وردت فيها الجماع في ليل رمضان «جائز وحلال»، ووقت إباحته يستمر إلى طلوع الفجر، لكن عند طلوع الفجر يُحرم الجماع كما يُحرم الطعام والشراب. قال الله تعالى في الآية 187 من سورة البقرة: "أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُم". تنص هذه الآية صراحة على جواز الأكل والشرب والجماع في ليالي رمضان حتى طلوع الفجر، وبعد الجماع يجب الاغتسال، ثم صلاة الفجر وصيام اليوم الذي يليه بشكل طبيعي.     1- إذا جامع الرجل زوجته في نهار رمضان مرة أو أكثر في يوم واحد وجبت عليه كفارة واحدة،  أما إذا جامعها عدة أيام وجب عليه تعدد الكفارات كعدد أيام جماعه. 2- تجب عليه كفارة الجماع ولو كان جاهلاً بضرورة كفارة الجماع. 3 - كما يجب على الزوجة كفارة الجماع إذا رغبت زوجها في ذلك، ولكن إذا تم إجبارها فلا شيء عليها. 4- لا يجوز إعطاء كفارة الجماع كلها لفقير واحد، ولا لجمعية خيرية ونحوها، لأنهم لا يجوز لهم توزيعها على ستين مسكينًا، على المؤمن أن يحرص على أداء واجبه في الكفارات والواجبات بنفسه. اقرأ أيضًا: دليلك العملي لختم القرآن في شهر رمضان أكثر من مرة هذه الأعمال الحميمة قد تُبطل الصيام إذا نزل المني أو أي سائل جنسي آخر، وفي هذه الحالة يجب قضاء يوم الصيام. ومع ذلك، إذا كان السائل المنوي ناتجًا عن فكر جنسي دون ملامسة الجلد للجلد، فما يزال الصيام صحيحًا، لهذا السبب يُطلب من الزوجين الامتناع عن مثل هذه الأفعال خلال ساعات الصيام، لأنهما قد لا يتحكمان في رغبتهما الجنسية. وبالنسبة للعناق بين الأزواج، فهو جائز شرعًا لكن بشرط واحد، وهو عدم تحرك الشهوة، حيث قالت السيدة عائشة: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ، ويُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَهُوَ صَائِمٌ وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لأرَبِهِ -وتعني أمسك شهوته التي تفسد الصوم-". إذا أذن المؤذن لصلاة الفجر، وجب ترك مبطلات الصيام من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، لذلك بمجرد أن يقول المؤذن "الله أكبر"، عليك الامتناع عن الأكل والشرب والجماع وكل ما يُفطر. اقرأ أيضًا: أجمل أدعية شهر رمضان المبارك وأوقات الاستجابة سُئل العلماء عن حُكم من أكمل سحوره وشرب الماء وقت الأذان أو بعد أذان الفجر بربع ساعة؟، فأجابوا: إذا علم الشخص أن هذا قبل طلوع الفجر فلا يلزمه القضاء، وإن علم أنه بعد طلوع الفجر فعليه القضاء.   أما إذا كان لا يعلم هل أتى أكله وشربه بعد طلوع الفجر أو قبله، فلا يلزمه القضاء، لكن يجب على المؤمن أن يحذر من صيامه، وأن يمتنع عن المفطرات إذا سمع الأذان. وعليه، إذا أذن المؤذن عند طلوع الفجر، عليك ترك الجماع بمجرد سماع التكبير الأول بأذانه.

مشاركة :