المناطق_واس يُرفع فيها الأذان والإقامة ويكرر فيها المبلغ في الصلاة عن الإمام بصوت أعلى،حتى يتم سماعه من قبل جماعة المصلين، وتكمن أهميتها في أنها تبلغ عن الإمام لمئات الآلاف من المصلين داخل وحول المسجد الحرام عن طريق تقنيات صوتية متقدمة. إنها “مكبرية” المسجد الحرام التي تتميز بوجود العديد من التقنيات والآلات الحديثة؛ مما يمكنها من توصيل صوت المؤذن إلى أنحاء المسجد الحرام وخارجه. وتحتوي المكبرية على أنظمة صوت متطورة وأجهزة تحكم الخاصة بها، إضافة إلى أنظمة بثٍّ مرئي ومسموع لنقل الأذان والصلاة والنقل المباشر، كما تتميز بشبكة من الأنظمة الصوتية الدقيقة والمتوازنة التي توصل صوت المؤذن إلى أنحاء المسجد الحرام وخارجه وعن طريق المآذن؛ نظرًا لارتباطها بـ “الميكروفونات” والسماعات الرقمية المنتشرة،كما أن أنظمة النقل المباشر للإذاعة والتلفزيون تدار من قبل تلك الغرف الصغيرة؛ إذْ يقوم عليها عددٌ من الفنيين والمتخصصين. ويحضرالمؤذِّنُ المكلَّف بالأذان قبل رفع الأذان بساعة داخل المكبرية، ولكل صلاة يوجد مؤذن وملازم ومؤذن احتياطي، حيث يقوم المؤذن برفع الأذان والإقامة والتبليغ من خلال ترديد تكبيرة الإحرام وتكبيرات الركوع والسجود والتسليمتين بعد الإمام، كما أن مكبرات الصوت في مآذن المسجد الحرام لا تستخدم إلا لنقل الأذان والإقامة فقط وتغلق أوقات الصلاة لمنع التشويش على المساجد المجاورة للمسجد الحرام في أثناء الصلاة،وتصل أصوات المكبرية عن طريق السماعات الموزعة داخل المسجد الحرام وساحاته والمناطق المجاورة له بـ(7500) سماعة وبجانبها نفس العدد من السماعات الاحتياطية، يجري التحكم فيها من خلال وحدات في غرفة”الكنترول”الرئيسية. ويصدح من خلال المكبرية مجموعة من المؤذنين أصحاب الصوت الشجي من الشباب وأصحاب الخبرة، حيث تقوم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام بوضع جداول خاصة يتناوب فيها هؤلاء المؤذنون على الأذان والإقامة كلٌّ بحسب وقته المخصص،ويبلغ عددهم “24 ” مؤذنًا. وقد جهَّزَت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام خلال شهر رمضان المبارك هذا العام، المكبرية بأحدث التقنيات وأعلى المعايير التي يشرف عليها ويديرها كفاءات سعودية مؤهلة تأهيلاً عاليًا. وبحسب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبد الرحمن السديس؛ فإن الرئاسة أنهت صيانة أنظمة الصوت المتطورة وأجهزة التحكم الخاصة به، إضافة إلى أنظمة البث المرئي والمسموع لنقل الأذان والصلاة والنقل المباشر بالتعاون مع وزارة الإعلام. يقول الشيخ السديس: “هذا العام تم تسخير أحدث الوسائل التقنية لها، وأنها تدار وفق عمل مؤسسي منظم شرعيًّا وهندسيًّا فائق الدقة، وجرى تجهيزها للصلوات في وقت قياسي وفق أحدث الإمكانات البشرية والآلية، كما أن التجهيزات تتميز بمعايير عالية الدقة في ظل ما توفره حكومة خادمِ الحرمين الشريفين الملكِ سلمانَ بنِ عبدالعزيز آل سعود، وسموِّ وليِّ عهده الأمين -حفظهما الله- لنقل شعائر الأذان والصلاة إلى جميع أنحاء المعمورة”. وفي بداية شهر رمضان المبارك لهذا العام، دشّن الشيخ السديس المكبرية الجنوبية الجديدة في المسجد الحرام،التي جُهِّزَت بأحدث الوسائل التقنية الحديثة، وتتميز بوجود أنظمة إلكترونية وصوتية وكهربائية حديثة ومتطورة , ووحدات إضاءة موفرة للطاقة، ووحدات خاصة لتكييف وتلطيف الهواء لخدمة المكبرية، كما يوجد مصلى الإمام أسفلها، وجُهِّزَت غرفُ الخدمات بقدرة تبريدية ملائمة، وعدد من الأبواب الرئيسية والداخلية الأمنية ذات المواصفات العالية من حيث مقاومة الحريق وارتفاع نسبة العزل الصوتي بها والأمان.
مشاركة :