فتح رجل الأعمال عبدالله فيصل دخان قلبه وحقيبة ذكرياته لدى استضافته في «المدينة» على مائدة الإفطار، حيث أكد على أن هذا الشهر مدرسة يجب أن نتعلم منها الخصال الحميدة، وتعزيز القيم الإسلامية بالإقبال على الله، وفتح صفحات التسامح والإحسان. وشدد على أن مساعدة الفقراء والإحسان إليهم في هذا الشهر، تعتبر من أهم ملامح الخير في رمضان، والتي تظل عالقة بذاكرة الإنسان على مر السنين، ووجه في ختام حواره مع «المدينة» رسائل إلى عموم المسلمين، أوصاهم فيها بالتمسك بنهج الرسول في هذه الأيام الفضيلة، وحثهم على أداء الفرائض والطاعات... * ماذا يعني لك شهر رمضان؟ - رمضان شهر الصوم والقرآن شهر الصبر والجهاد شهر البر والإحسان وشهر الإقبال على الله تعالى بالدعاء والتهجد والمناجاة، وأيضًا الإقبال على عباد الله المساكين والفقراء بالصدقة والإحسان، فهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار. * كيف نستفيد من مدرسة رمضان في تعزيز القيم الإسلامية؟ - الإحسان في التعامل مع الآخرين بكف الأذى وبذل المعروف، ومن أبرز القيم الإنسانية في شهر رمضان، كف الأذى، وهو ركن من أركان المعاملة الحسنة مع الناس، ويشمل ذلك كف الأذى عن الناس باللسان والجوارح، وكذلك تنقية القلب وتصفيته من الأحقاد والضغائن، والتحلي بالعفو والتسامح والتجاوز، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «المسلِمُ من سلمَ المسلمونَ من لسانِهِ ويدِهِ، والمؤمنُ من أمنَهُ النَّاسُ علَى دمائِهِم وأموالِهِم». * ماذا تعلمت من صيام رمضان؟ - فضل شهر رمضان عظيم.. الصيام من العبادات التي لها أثرٌ كبير في حياة الفرد والمجتمع، فهو يعود الإنسان على الصبر وتحمل المشاق ويرقق المشاعر والأحاسيس، ويربط العبد بربه وخالقه، وفي الصوم خضوعٌ وطاعةٌ وحرمانٌ من ملذات الحياة وشهواتها طيلة النهار إيمانًا واحتسابًا لله، وهو انتصارٌ على النفس والهوى والشيطان، ورمضان هو شهر المغفرة والعتق من النار، ويكفيه فضلًا أن الله سجّل فضله في القرآن الكريم. * ما أكثر ما يؤثر فيك خلال شهر رمضان المبارك؟ - مشاهد البسطاء أو عدم وصول الصدقات أو المساعدات إلى بيوت المحتاجين وخاصة ذوي الاحتياجات. * ما أهم مشاريعك الرمضانية هذا العام؟ - يُعرف شهر رمضان الكريم بأنه شهر العطاء والصدقة ومساعدة المحتاجين، فنرى المسلمين يتسابقون لنيل رضا الخالق عز وجل وكسب الأجر العظيم؛ إذ أن إدخال السرور في قلوب الآخرين هو أفضل أعمال الخير في رمضان والأوقات جميعها أيضاً ككل، وأهم مشاريعي أولا الصدقة، ثانيًا ختم القرآن وجميع صلوات التراويح في الحرم المكي، إفطار الصائمين، مساعدة الأهالي، ونشر الابتسامه وتجنب قول السوء. * من وجهة نظرك كيف نعزز ثقافة ترشيد الإنفاق لمواجهة الإسراف؟ - أول ما ينبغي مراعاته المبالغة في الشراء بأكثر ما يسد حاجة الانسان، ومن وجهة نظري أن رمضان الهدف منه التعود على الصبر والاقتصاد في الأمور وليس الإسراف. * كيف ترى التطور الكبير الذي تشهده المملكة حاليًا؟ - بفصل من الله هناك تغييرات كثيرة وعلى أكثر من صعيد، فالحمد الله اقتصاد مزدهر، ومجتمع حيوي وطن طموح بما يحقق نمو المملكة من جميع النواحي، وأرى من أجل مستقبل اقتصادي أفضل، لابد من توفير بيئة تطلق إمكانات الأعمال وتوسّع القاعدة الاقتصادية وتوفر فرص عمل لجميع السعوديين واستقطاب أفضل المواهب وجذب المزيد من الاستثمارات العالمية. * لو طُلب منك توجيه الدعوة إلى مائدة اللإفطار.. فلمن توجهها؟ - لوالدي ووالدتي ولأبنائي وللأهل والمقربين. * كيف تتعامل الأسر مع سباق القنوات الفضائية خلال رمضان؟ - التغاضي عنها خلال فترة الصوم لعدم جرح الصيام والتقرب إلى الله خلال هذا الفترة وإنما هو شهر العبادة وليس إضاعة الوقت بمتابعة المسلسلات. * ثلاثة رسائل مختصرة.. لمن توجهها وماذا تقول فيها؟ - رسالتي لجميع المسلمين وأذكرهم وأذكر نفسي في هذا الشهر أنه يشتمل على ثلاثة أصناف من العبادات الجليلة، وهي الزكاة، والصيام، والقيام، فالرسالة الأولى الزكاة: والواجب على المرء أن يؤدي الزكاة بأمانة، والثانية الصيام: صيام رمضان أحد أركان الإسلام، ففائدة الصيام الحقيقية هي تقوى الله عز وجل بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.. أما الرسالة الثالثة، فهي القيام.. قيام رمضان الذي حث عليه الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
مشاركة :