هو الشيخ درويش بن حسن بن محمد بن علي بن محمد بن حسن بن علي ابن يحيى، الشهير بابن علي، الحنفي المكي. ولد سنة 1276هـ الموافق سنة 1859م بمكة المكرمة ونشأ بها، وأسرته من البيوت العلمية الشهيرة في مكة، فقد تولت الإمامة والخطابة والتدريس في المسجد الحرام، منهم: الشيخ حسن بن علي العجيمي المتوفى سنة (1113هـ)، والشيخ عبدالرحمن العجيمي المتوفى سنة (1301هـ). الشيخ أحمد العجيمي مؤسس مدرسة الترقي بمكة المكرمة، الشيخ أبو بكر بن محمد العجيمي المتوفى سنة (1236هـ)، الشيخ عبدالحفيظ بن درويش العجيمي المتوفى سنة (1245هـ)، وغيرهم. طلب العلم وهو صغير، فحفظ القرآن الكريم وجوده، فصلّى به التراويح مراراً بالمسجد الحرام، ثم قرأ على مشايخ المسجد الحرام، واجتهد في طلب العلم، حتى برع في الفقه، واشتغل بالعلم على جماعة من فضلاء عصره، منهم: الشيخ أحمد أبو الخير مرداد، فقد لازمه وقرأ عليه عدة كتب في الفقه، وأكثر تفقهه عليه، وأخذ عنه علم الفرائض والمناسخات، وأجازه بسائر مروياته. وأخذ عن الشيخ عبدالقادر شمس الحنفي، فقرأ عليه في حلقته في المسجد الحرام الفقه أيضاً وفي النحو ولازمه، ودرس على السيد بكري شطا الشافعي، فقرأ عليه في الحديث والتفسير والتوحيد والنحو وغير ذلك من فنون العلوم، وحضر دروس الشيخ عبدالرحمن سراج مفتي الأحناف بمكة المكرمة في التفسير والتوحيد ودرّبه في الفتوى ولازمه ملازمة تامة، ودرس على الشيخ محمد سليمان حسب الله والشيخ محمد شعيب في المسجد الحرام. تصدر للتدريس بعد تفرغه من طلب العلم، فعقد حلقة درسه في الحصوة التي أمام باب الزيادة، وتولى الإمامة والخطابة بالمسجد الحرام في المقام الحنفي وكان من الملازمين لا الموظفين. وتولى أمانة الإفتاء برئاسة القضاة، فكان مثال الأمانة فيما يصدره من الفتاوى لحل مشكلات المجتمع بين جميع الطبقات دون محاباة أو مجاملة؛ الدين رائده والحق دليله. توفي -رحمه الله- في مكة المكرمة في شهر ذي الحجة سنة 1346هـ الموافق عام 1928م، وصلي عليه في المسجد الحرام، ودفن في مقبرة المعلاة، رَحِمَهُ اللهُ تعالى. أئمة المسجد الحرام في العهد السعودي، لعبد الله آل علاف(ص16).
مشاركة :