عرض عدد من الحكومات ابتكاراتها في تغيير ملامح العالم بطرق خلاقة، وضمت قاعة ابتكارات الحكومات الخلاقة 11 ابتكاراً ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات، التي انطلقت أمس، تعد من بين الأكثر فاعلية في العالم. وتعالج الابتكارات أبرز التحديات المعاصرة، مثل الصحة وحماية البيئة والسلامة العامة والمشاركة المجتمعية. ومن بينها إجراء الجراحات التدريبية واستخدام الطائرات من دون طيار لنقل المعدات الطبية، والأدوية، إضافة إلى واجهات المباني المنقية للهواء، التي يمكن أن تسهم في بناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة، إضافة الى ابتكارات أخرى. ابتكار أمومي عرضت قاعة الابتكار اختراعاً لديبي الناتان، هو عبارة عن جهاز أطلقت عليه اسم أبسي. وقد هدفت الناتان من الجهاز إلى مساعدة ابنها الذي يعاني الشلل الدماغي على أداء الأنشطة التي يؤديها الأطفال الآخرون بشكل طبيعي. وفي ما يخص الابتكار الأول، قال طبيب الجراحة العامة في وزارة الصحة، الدكتور عيسى معلمي، إن الوزارة ابتكرت، بالتعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات، مختبر الصحة الافتراضي، ضمن منصة الابتكار في استخدام التكنولوجيا، الذي يهدف إلى إظهار تفاصيل الجسم البشري، لتدريب الأطباء الجدد وطلبة الطب، على تشريح الأعضاء ومعرفة طبيعة الجسم البشري. وأوضح أن المختبر صمم خلال الأشهر الخمسة الماضية، مضيفاً نستطيع من خلال المختبر معرفة أدق تفاصيل جسم الإنسان، سواء الشرايين الدقيقة، أو القلب، أو الجهاز التنفسي، ويمكن من خلاله إجراء العمليات الجراحية بدقة متناهية، خصوصاً عمليات استئصال الخلايا السرطانية. وتابع أن المشكلة التي تواجه طلبة الطب في الوقت الحالي هي الاطلاع على العلوم الطبية من خلال الكتاب، وهي صور ثنائية الأبعاد لا يمكن التحقق من صحتها أو مدى دقتها، في حين أن المختبر ثلاثي الأبعاد، ويمكن معرفة كل جزء من جسم الإنسان. وأضاف معلمي أنه يصعب على جامعات الطب الحصول على الجثث للمختبرات، لإجراء الدراسات عليها، ولابد من مخاطبة بلدان معينة للحصول عليها، وفي بعض الأحيان تضطر للانتظار فترات طويلة، إلا أن المختبر سيوفر تجربة حية للطلبة في التشريح وإجراء الجراحات بشكل مباشر. وقال إن المختبر سيتم تطبيقه قريباً في مركز التأهيل والتطوير التابع لوزارة الصحة في الشارقة، لكن حتى الآن يجرى تجهيز المركز لاستقبال المختبر، وفي الوقت الحالي ستبدأ الوزارة تطبيقه في هيئة تنظيم الاتصالات، وتدريب طلبة الطب على دفعات. من جانبه، أفاد مطور مشروع مطارات الطائرات من دون طيار، رومان بابست، بأن الهدف من المشروع هو تخيل وجود شبكة طرق جوية للطائرات من دون طيار، وتحويل عمليات النقل بشكل جذري، موضحاً أنهم بدأوا بدراسة خطوط الطرق الجوية للطائرات من دون طيار، خلال العامين الماضيين في رواندا، وسيبدأون العمل بالمشروع في النصف الثاني من العام الجاري. وأوضح أن بعض الدول تعاني صعوبات في إيصال المعدات الطبية والأدوية من المراكز الطبية إلى المواقع التي تحتاج إليها، موضحاً: كنا نستخدم الطرق البرية، والتي تعاني انزلاقات طينية، أو إغلاقها ووعورتها، ما يستدعي وقتاً طويلاً لإيصالها. وأضاف بابست أن الطائرات من دون طيار ستسهم في إيصال هذه المعدات في وقت أقل وبطرق آمنة ولجميع المجتمعات، إذ إنها تطير على ارتفاع عالٍ مقارنة بالطائرات من دون طيار الأخرى، وكلفتها أقل من 1000 دولار، والتي هي أقل من بناء محطة وقود، مضيفاً أنه تم وضع مسارين لهذه الطائرات حتى الآن ويمكن وضع 100 مسار لها، وفق احتياجات كل دولة. من جهتها، قالت منظمة في معرض ابتكارات الحكومات الخلاقة، من مكتب رئاسة مجلس الوزراء، زينب الأنصاري، إن المعرض يعرض أكثر من ابتكار لعدد من الحكومات، منها واجهات المباني المنقية للهواء، ضمن زاوية البنية التحتية المرنة، من المكسيك. وأضافت أن الواجهة تجمع ما بين الهندسة المعمارية، والهندسة الكيميائية، إذ إنها تحوي مواد كيميائية تكسر الملوثات السامة في الهواء وتحولها إلى غازات غير ضارة وماء، مضيفة أنها تعمل على الطاقة الشمسية فقط، إذ إن الحكومة المكسيكية طبقتها بالفعل على واجهات أحد المستشفيات الحكومية. وتنوعت الابتكارات الثمانية الأخرى، المعروضة في القاعة، إذ عالجت تحديات مختلفة تمثل معوقات أمام الإنسان: 1- الجرذان المستكشفة خلفت الحرب في موزمبيق وتنزانيا تحديين أساسيين، هما: مرض السل، والسلامة العامة، بسبب الألغام والمتفجرات. وقد وضعت حكومتا البلدين مع منظمة أبوبو غير الحكومية منهجية جديدة للتعامل مع التحديين، فطورتا نظاماً مبتكراً باستخدام حاسة الشم القوية لدى الجرذان الإفريقية، التي يمكنها تحديد إصابة الإنسان بمرض السل واكتشاف الألغام، ما أسهم في خفض الكلفة وإنقاذ أرواح البشر. 2- الاستعداد لمواجهة الكوارث والأزمات لجأت وكالة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الاميركية إلى تشجيع الناس على الاستعداد للطوارئ، حيث نشرت على موقعها الالكتروني معلومات شاملة، وسهلة، للتأهب في الحالات الطارئة. 3- تدوير النفايات الإلكترونية عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وشركة بايدو على إنشاء مختبر للبيانات الضخمة بهدف حل مشكلة نفايات الأجهزة والمنتجات الإلكترونية غير المستخدمة. وأثمرت الشراكة عن تطوير تطبيق مدعوم من الحكومة الصينية، يعرف المستخدمين بقيمة نفاياتهم الالكترونية، ويربطهم بالمسؤولين عن إعادة التدوير، لسداد قيمتها. 4- منصة ابتكارات المرضى عبارة عن شبكة تواصل تتيح للمرضى التعرف إلى أشخاص يعانون حالات مشابهة لحالاتهم، وتبادل المعلومات والنقاشات حول تجاربهم، والابتكارات التي طوروها بأنفسهم لعلاج الأمراض، والسيطرة عليها، على الرغم من عدم اختصاصهم. 5- التمويل الجماعي للمشاريع العامة منصة صممتها حكومة مدينة لندن تسمح للمنظمات المحلية باقتراح الأفكار حول المشروعات المدنية الجديدة، أو الاستخدامات الأخرى للمساحات غير المستغلة في الأحياء. وتقدم الحكومة المحلية 20 ألف جنيه إسترليني لدعم هذه المشروعات. 6- منصة البيانات المفتوحة طوّرت ولاية ميناس جيرايس البرازيلية منصة مفتوحة للبيانات تحت اسم داتا فيفا، توفر أكثر من ثلاثة تيرابات من البيانات البرازيلية، وأكثر من 500 غيغا بايت من البيانات حول جوانب قطاع الاقتصاد البرازيلي. 7- المرصد الإعلامي الأوروبي محرك بحث يجمع النصوص ويحللها ويرصد وسائل الإعلام التقليدي ووسائل التواصل الاجتماعي، ويجمع ويقيم ما يقارب 250 مليون مقال صحافي يومياً من 7000 موقع إخباري إلكتروني بـ60 لغة مختلفة، إضافة إلى بيانات التواصل الاجتماعي وتحليل المعلومات وترجمتها إلى محتوى معين واتجاهات سائدة وإنذارات مبكرة لوقوع حالات طوارئ عامة، مثل تفشي الأوبئة الجديدة. 8- الحدائق العامة الصغيرة تمثل مشروعاً لإعادة تطوير المساحات في المناطق الحضرية من خلال إشراك أفراد المجتمع في تصميم المساحات الصغيرة، التي تراوح ما بين 100 و1000 متر مربع، والعمل على تجديدها لتكون مكاناً جميلاً وممتعاً.
مشاركة :