بعد الجدل الذي أعقب قرار إرجاء العمل بالتوقيت الصيفي في لبنان إلى ما بعد انتهاء شهر رمضان، وما تبعه من ردود فعل اتخذت منحى طائفياً، قرر مجلس الوزراء، وفي ضوء التصويت، اعتماد هذا التوقيت، اعتباراً من ليل الغد (الأربعاء- الخميس)، مع تأخير اقتضته ضرورة «معالجة بعض الأمور التقنية بموجب المذكرة السابقة»، وفق توضيح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي وضع هذا القرار الجديد في خانة «مواجهة الضخ الطائفي وإسكاته». سابقة «فوضوية» وسجل لبنان سابقة فوضوية، حيث استفاق اللبنانيون، في يوم واحد وبالمكان عينه، على ساعتين وبتوقيتين مختلفين: ساعة على توقيت قرار حكومي، وأخرى على التوقيت الصيفي العالمي، أخذ الالتزام به حد المنحى الطائفي، وكأنه تشريع للفيدرالية. ومع الضغط العارم على رئاسة الحكومة، تراجع ميقاتي أولاً، ليس عن قراره بتمديد التوقيت الشتوي، بل عن جلسة وزارية كان مقرراً انعقادها، أمس، عازياً السبب إلى تفادي «محاولة البعض جر البلاد إلى انقسام طائفي لتأجيج الصراعات»، ومن ثم كانت دعوته مجلس الوزراء للانعقاد في جلسة استثنائية، أمس، قضت بالتراجع عن تمديد العمل بالتوقيت الشتوي، واعتماد التوقيت الصيفي اعتباراً من ليل يوم غد الأربعاء. وإذا كانت المشكلة، بتداعياتها السلبية، لم تظهر أول من أمس، إلا أنها «انفجرت» أمس، خصوصاً مع العاملين في غير مؤسسة، وأهالي التلامذة، ولدى المؤسسات التي تملك فروعاً في غير منطقة. أما على المقلب الآخر من الصورة، فكلام عن أن كل ما ارتبط بصلة إلى تقريب وتأخير الساعة صب في خانة «طمس» معالم موضوع، كان يجب أن يكون موضوع الساعة، ألا وهو التحذير الذي أطلقه صندوق النقد الدولي، ومفاده أن لبنان مقبل على «أزمة لا نهاية لها». تحذير دولي وكان رئيس بعثة صندوق النقد الدولي إلى بيروت، أرنستو راميريز، حذر من أن «لبنان في لحظة خطيرة للغاية»، وأن التقاعس عن اتخاذ الإجراءات المطلوبة من شأنه أن يدخله في «أزمة لا نهاية لها»، وأشار إلى أن حصول بيروت على حزمة الإنقاذ، البالغة 3 مليارات دولار، من الصندوق، مشروط بإجراء الإصلاحات، التي قال: إنها «بطيئة للغاية». وأكثر من ذلك، نقلت مصادر عن أجواء الوفد الدولي أنه غادر بيروت بأسوأ انطباع له، منذ بداية المفاوضات مع لبنان، لكونه ما زال يسمع الأجوبة نفسها من المسؤولين اللبنانيين، والقائمة على لعبة تقاذف المسؤوليات في بلد، تبلغ فجوته المالية نحو 72 مليار دولار. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App