البابطين.. رجل الأعمال البار بالشعر والثقافة!

  • 3/29/2023
  • 00:40
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تشرفت بالمشاركة شاعرا في الدورة 18 من ملتقى جائزة البابطين، والبهجة تغمرني لأمرين، الأول: أنها زيارتي الأولى للكويت الشقيقة، والثاني: توقي إلى الاطلاع عن كثب على هذه المؤسسة الثقافية العريقة التي يقودها رجل أعمال أخلص للثقافة وللشعر العربي، وكرس جهوده لهذه الغاية منذ 33 عاما حتى باتت المؤسسة من أشهر المؤسسات في خدمة الشعر في العالم العربي، وربما تكون المؤسسة الوحيدة التي تقوم بذلك خارج السياق الرسمي للدول.هذه هي الدورة الأولى بعد الجائحة، ولذلك اجتمعت فيها دورتان، تكريم الفائزين بجوائز الدورة 17 والفائزين بجوائز الدورة الحالية، فكان عدد المدعوين كبيرا، بين المكرمين، وبين الشعراء المشاركين الذين فاقوا الثلاثين شاعرة وشاعرا، وبين النقاد المشاركين في تقديم الأوراق العلمية في جلسات الملتقى التي تخصصت حول العصر الوسيط، وشخصيتي (الشاعر ابن سناء الملك، والشاعر ابن مليك الحموي)، ومديري الجلسات والأمسيات، والإعلاميين والفنانين، المدعوين للحضور من مختلف أقطار العالم العربي.وجدنا حفاوة منقطعة النظير منذ وصول الدعوات، وامتدت إلى الاستقبال والضيافة، والتنقلات، وهذا لا يستغرب على كرم الأشقاء في الكويت، ولعل أكثر الأمور تملكا لزمام دهشتي هو اهتمام الشيخ عبدالعزيز سعود البابطين بضيوفه وبالملتقى، فهذا الرجل التسعيني -متعه الله بالصحة والعافية- لم يقعد به السن عن حضور فعاليات الملتقى، فتجده في الأمسية الشعرية، وفي الجلسة النقدية، وتجده قبل الفعاليات أو بينها جالسا في المكتبة، وفي المساء يمر بالفندق، في إصرار عجيب منه على الحفاوة بالمشاركين، تراه باسما ومستمعا جيدا مع كل ضيف يجمعه به الحديث، ومبالغة في حفاوته بالمشاركين، خصص لهم وقتا للقاء في ديوانيته الخاصة على مأدبة فخمة للغداء، ولم يكن ينتظرهم هناك، بل كان معهم في جلسات الملتقى ثم رافقهم إلى الديوانية.ومما أدهشني أيضا في الملتقى، أولئك الرجال الواقفون على المداخل، وفي أرجاء القاعة، وفي ديوانية الشيخ، يبتسمون ويستقبلون وينظمون معظم شؤون الملتقى، لأكتشف أنهم أقارب الشيخ البابطين، إخوته وأبناؤه وأبناء إخوته، تقرأ في وجوههم الحرص الشديد على نجاح الملتقى، والعناية الكبرى بكل المشاركين دون استثناء، ليشعر كل حاضر في نفسه بأنه مدار الاهتمام، وهو في حقيقته اهتمام عام بالجميع.أما المنظمون بقيادة الأمين العام للمؤسسة الأستاذ عبدالرحمن خالد البابطين، الرجل الذي تراه في عدد من الأماكن في لحظة واحدة، ومعه القلب النابض للمؤسسة الدكتور محمد مصطفى أبو شوارب، والأستاذ أسامة حسني، وإعلاميو قناة البوادي، وجميع العاملين، فلم يبق من فرط كرمهم إلا أن يفرشوا أيديهم لضيوف الملتقى، فعنايتهم جليلة بالجميع، لا يتوانون البتة عن تقديم الخدمة أو الإجابة أو الإعلام والتنبيه.ولا تنقضي دهشات المؤسسة، فقد كنت في أعماقي أخشى أن بعض التوصيات ربما لا ترى النور، حين تشرفت بالمشاركة مع العالمين الدكتور معجب العدواني، والدكتور جمال مقابلة، في كتابة البيان الختامي وتوصيات الملتقى، لكن المدهش أن كل توصياتنا لقيت ترحيب القائمين على المؤسسة، بل وأبدوا سعادتهم بها، وأذاعها الدكتور مقابلة في تلاوته للبيان الختامي دون أن يُنقص منها حرفا، ما يؤكد اهتمام المؤسسة الجاد بكل الأفكار، وحرصها على الترقي والازدهار ومواكبة العصر.هذه المقالة جاءت للتعبير عن بعض ما عايشته، ولا تعبر إلا عن امتناني وجميع المشاركين للشيخ سعود البابطين، حامل مشعل خدمة الثقافة والشعر العربي بمحبة وإصرار، وامتنان عميق لكل ما لقيناه من كرم وبشاشة، وما جنيناه من فوائد جمة في لقاء العلماء والشعراء والفنانين ومثقفي الكويت، وجسور التواصل التي بناها الملتقى بيننا وبينهم، إضافة إلى عودتنا محملين بإصدارات المؤسسة النفيسة، فشكرا للكويت أميرا وشعبا، وشكرا للمؤسسة قائدا وأمناء وعاملين، ودعواتنا الصادقات بمزيد من التقدم والازدهار.[email protected]

مشاركة :