تقوم جراحات زراعة القلب بدور مهم في إنقاذ حياة كثيرين وصلوا إلى مراحل متأخرة من أمراض القلب، حيث توفر لهم فرصا لاستعادة حياتهم الطبيعية مجددا. غير أن المشكلة الأساسية التي تواجهها هذه النوعية من الجراحات هي عدم توافر أعداد كافية من القلوب الصالحة للزراعة، في مقابل وجود قوائم طويلة من المرضى الذين يحتاجون إلى الخضوع لهذه الجراحات لإنقاذ حياتهم. وكشفت دراسة حديثة أجريت في بريطانيا، أنه من الممكن زيادة عدد القلوب القابلة للزراعة إذا ما تم الاحتفاظ بالقلب في حالة العمل داخل جسم المتبرع بعد وفاته. وبحسب الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين في جامعة كامبريدج البريطانية، فإن هذه التقنية تتضمن استمرار تدفق الدم إلى القلب والرئة وباقي الأعضاء داخل بطن المتوفى، وليس المخ، لفترة وجيزة بعد وفاة المتبرع. ويؤكد الباحثون أن هذه التقنية يمكن أن تزيد عدد القلوب التي يمكن زراعتها بنسبة تصل إلى 30 في المائة في المستقبل. ويقول جون لوكا الطالب في العام الأخير في كلية الطب في جامعة كامبريدج وعضو فريق الدراسة، في تصريحات ذكرها الموقع الإلكتروني "سايتيك ديلي" المتخصص في الأبحاث العلمية، إن "جراحات زراعة القلب هي الملاذ الأخير للمرضى الذين وصلوا إلى المراحل الأخيرة من فشل القلب، وإذا ما كللت هذه الجراحات بالنجاح، فمن الممكن أن يعيش المريض ما بين 13 و16 عاما إضافية في المتوسط بعد الجراحة". وأضاف أن المشكلة الرئيسة التي تواجه هذه الجراحات هي العثور على قلب يناسب المريض، حيث إن كثيرا من المرضى يفارقون الحياة قبل توافر هذه القلوب.
مشاركة :