صوت وحَّد العراقيين وصنع هوية مشتركة لأبناء الرافدين، وبين جهورية الصوت وحدته، وأغانٍ عاطفية في الحب بانكساراته وتجلياته، عكس صوته الشخصية العراقية المتناقضة. وصفوه بمحدّث الأغنية العراقية بل صوتها العاطفي. وبجرأة فارس عبر بما كان شبه مقدسات موسيقية إلى عصر آخر من الحداثة، فكان أنيقاً معبراً وملهماً لمن جاء بعده. حمل بقلبه وصوته الأغنية من بغداد إلى العالم كأجمل سفرائها بمقامات عشق لا تنتهي فأمتع كل سامع عربي تاركاً بصمته موسيقية يطرب لها كل جيل... إنه سيد المقامات العراقية الفنان ناظم الغزالي. تابع النجم ناظم الغزالي مشواره الفني الحافل بإنجازات كبيرة الواحد تلو الآخر وأصبح حديث العراقيين. وبعد أن ذاع صيته خارج العراق بدأت تنهال عليه طلبات من عدة دول للغناء على مسارحها لجمهور شغوف للقاء صاحب أغنية «عيرتني بالشيب». تلك النجومية لم تبعد ناظم عن حياته الاجتماعية الخاصة التي توجت بلقاء قمة من قمم الغناء العراقي سليمة باشا والتي أصبحت زوجته لاحقا. فمن هي سليمة؟ سليمة مراد شهد حي «طاطران” في مدينة بغداد في الثاني من شباط عام 1905 ولاد نجمة في فضاء الفن العراقي الكبير «سليمة مراد” مغنية عراقية من الدرجة الأولى ذات أصول يهودية وصفها النقاد منذ أواسط العقد الثاني من القرن الفائت بقمة من قمم الغناء العراقي، احتلت المطربة التي كانت أول امرأة عراقية تحصل على لقب باشا مكانة استثنائية في الأوساط الغنائية في العراق. واللقب منحها إياه رئيس وزراء العهد الملكي العراقي «نوري السعيد” الذي كان معجباً بمراد أشد الإعجاب.
مشاركة :