أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات دراسة جديدة باللغة الإنجليزية تحت عنوان «السعي وراء الرقائق: أشباه الموصلات والتنافس التكنولوجي الأمني العالمي»، أكدت أن أشباه الموصلات تعد أهم مدخلات تكنولوجية في اقتصاد العالم اليوم، حيث وصف باحثون وكُتّاب تلك الرقائق الدقيقة بأنها النفط الجديد والمورد النادر الذي يعتمد عليه العالم الحديث، مشيرة إلى أن القوة العسكرية والاقتصادية والجيوسياسية تُبنى على أساس رقائق الكمبيوتر. وذكرت الدراسة التي أعدها الدكتور آش روسيتر، الأستاذ المساعد المتخصص في الأمن الدولي بجامعة خليفة، أن أشباه الموصلات تُصنع من مواد مثل السيليكون وتستخدم لإنشاء الترانزستورات التي تشكل اللبنات الأساسية لجميع الأجهزة الإلكترونية. مشيرة إلى أنه نظرًا لأنها تتيح معالجة البيانات وتخزينها ونقلها، فهي تعد عنصرًا حيويًا في جميع المواد الاستهلاكية التكنولوجية الحديثة تقريبًا، بما في ذلك الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والسيارات. وتمتد أهميتها إلى البنية التحتية الحيوية، مثل شبكات الطاقة وأنظمة النقل. وبينت الدراسة أن أشباه الموصلات الأكثر قوة وكفاءة في استخدام الطاقة تعمل على تغذية التطورات الحاسمة في تقنيات الذكاء الاصطناعي وصناعات الاتصالات وقطاع السيارات بشكل حاسم، حيث يعد تطوير تقنيات أشباه الموصلات الجديدة أمرًا ضروريًا لكثير من الابتكارات التكنولوجية الرئيسية التي تحدث في قطاع الدفاع. ونتيجة لذلك ستكون هناك حاجة إلى عدد أكبر من الرقائق وتنوعها في مجالات ومنتجات جديدة. وأوضحت الدراسة أنه ليس من المستغرب أن تكون المنافسة المتزايدة بين القوى العظمى جنبًا إلى جنب مع الطلب المتزايد على الرقائق قد جلبت الصناعة إلى عالم الجغرافيا السياسية، حيث يعد السؤالان: مَن الذي ينتج أشباه الموصلات المتقدمة؟ ومن يستطيع الحصول عليها؟ هما الشغل الشاغل للأمن الاقتصادي والوطني لدى الدول المتقدمة في العصر الحديث. وأشارت الدراسة إلى أن المنافسة على صناعة رقائق أشباه الموصلات بين القوى العالمية الكبرى أحدثت آثارًا كبيرة على الاقتصاد العالمي، حيث إن السيطرة على إنتاج وتوريد أكثر الرقائق تقدمًا يمكن أن يمنح البلد ميزة اقتصادية واستراتيجية كبيرة. كما يمكن للبلدان المنتجة استخدام براعتها في تصنيع الرقائق كسلاح. ومع ذلك، فإن ممارسة تقييد أو الحد من تصدير أشباه الموصلات إلى بلدان أخرى من شأنه أن يعطل سلاسل التوريد العالمية ويضر بالصناعات التي تعتمد على هذه الرقائق. وخلصت الدراسة، بعد أن استعرضت التنافس الصيني الأمريكي وما بينهما تايوان في مجال الرقائق، إلى أن أشباه الموصلات يُنظر إليها تقليديًا على أنها تقنية تجارية، إلا أنه لا يمكن فصلها ببساطة عن المسائل الاستراتيجية الأكبر للقوى العظمى، مؤكدة أنها باتت موردًا أساسيًا في سباق الأمن التقني الذي يجري الآن بشكل كامل. تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :