أسأل نفسى كثيرا عن معنى ( المحروسة )التى إلتصقت بإسم بلادي – أسال نفسى كثيرا – وأبحث فى قراءاتي أكثر عن مدى إهتمام التاريخ بتسجيل لقب المحروسة على مصر – كنت أحسب فى صغرى أن مصر هى أم الدنيا – وكنت أحسب أن كل شيئ فيها أكبر من أي شيئ أخر مماثل له فى أي مكان فى العالم ! كنت أحسب ذلك من قراءاتي ومن إهتمامى برحلات كانت تقوم بها المدارس زمان فى أنحاء المحروسة -وفى مشروعاتها الكبرى – شمال التحرير وجنوب التحرير، والوادى الجديد، ووادى النطرون، والسد العالى وحديد حلوان وغزل المحلة الكبرى وكفر الدوار والبيضاء وسجاد دمنهور – وقناة السويس، وبورسعيد الحره. أسماء لمدن فى المحروسة إرتبطت بمشروعات عملاقه وطنية – بثت فى نفوسنا ونحن أطفال أن مصر هى أكبر بقعة فى العالم – هى أم الدنيا كلها ! وإندثرت هذه الروايات مع مجئ الاعلام والفضائيات – وإقتربت المدن والعواصم – مثل القرى والنجوع فى بلدى -لم يعد هناك أهتمام بالأجيال القادمة – لم يعد هناك إهتمام بمعسكرات نهاية الإسبوع فى المدارس الإعدادية والثانوية – وفى الجامعات !! أصبحنا أمة تفتقد كل يوم جزء من لقبها (كمحروسة )- لأننا بخلنا على أنفسنا بالوقت – وبأختيار أفضلنا لتولى مهام إدارة حياتنا اليومية فى المدرسة وفى الجامعة وفى النادى – وفى ساحة الشباب !! مصر المحروسة بإذن الله فى إحتياج لجهد أبنائها – وفى إحتياج لإهتمام أولياء أمورنا فى كل مناحى الإدارة فى مصر !! مطلوب أن تعود مصر المحروسة لسابق عهدها مع بنيها – من خلال معلم يحترم وظيفتة ويحب مدرسته وأستاذ جامعى يبقى وسط طلابة – ويبعث الأمل فى مستقبل أبنائه ويحترم نفسه – ليقتدى بة طلابه !! مطلوب إعادة أفلام الأبيض والأسود فى المدارس والجامعات بديلا عن المحاضرات أو بعضها لعلها تفيد أكثر – مطلوب أن نبث افلام "فى بيتنا رجل" "واحنا التلامذة – ورحلة إلى الاقصر" ( فرقة رضا )!! مطلوب عودة الحياة إلى شباب وأطفال مصر المحروسة – ولكن لن يتأتى هذا فى ظل قيادات فاشلة كما نرى اليوم !! أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد
مشاركة :