توصلت دراسة بحثية أجرتها الدكتوره داليا بنت مصطفى دمياطي؛ من قسم علوم الأحياء, بكلية العلوم بجامعة جدة؛ لرفع كفاءة الخصوبة بمستخلص جذور نبات القسط أحد الآثار الجانبية الناتجة من استخدام المضادات النفسيه في علاج مرضى الفصام. وتصيب الاضطرابات النفسيه أعداداً كبيرة من الناس في مختلف مراحل العمر، وعلى مستوى العالم نتيجة لعوامل كثيرة ومتداخلة, نفسية وبيولوجية واجتماعية. وأوضحت الباحثة دمياطي؛ أنه تم تصميم هذه الدراسة لتقييم فعالية المستخلص المائي لجذور نبات (القُسط ) في كبح الآثار الجانبية المتوقع حدوثها من جراء استخدام عقار “الريسبيريدون” لعلاج مرض الفصام تأسيًا بقوله صلى الله عليه وسلم “عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية”؛ حيث يمثل مرض الفصام أكثر من 90% من نزلاء المصحات والمستشفيات العقلية. وأضافت أنه بالتشخيص الدقيق فإن معدل حدوث الفصام يبدو ثابتًا؛ في كل أنحاء العالم في نصف القرن الماضي، أي 24 مليون شخص في العالم اعتبارًا من عام 2011م حسب تقارير منظمة الصحة العالمية؛ منوهة بأن عقار “الريسبيريدون” يعتبر من العقارات المهمة التي تُستخدم على نطاق واسع في علاج مرض الفصام وغيرها من الأمراض النفسية لمدة طويلة غالبًا ما تكون لمدى الحياة. وأفادت أنه نظرًا لما لوحظ من الآثار الجانبية إثر استخدام المضادات النفسية لفترات طويلة؛ صُممت هذه الدراسة لمحاولة كبح هذه الآثار؛ مشيرة إلى أنه تم إجراء تجارب البحث على ذكور الجرذان البيضاء التي قُسمت لأربع مجموعات؛ اشتملت الأولى على جرذان المجموعة الضابطة التي أُعطيت الماء المقطر، والثانية على الجرذان المعاملة بمستخلص نبات القُسط فقط، والثالثة على الجرذان المعاملة بعقار “الريسبيريدون”، فيما اشتملت المجموعة الرابعة على الجرذان المعاملة بعقار “الريسبيريدون” ومستخلص نبات القُسط معًا. وقالت البرفيسور دمياطي: إن أهم النتائج المتحصل عليها في هذه الدراسة أن المعاملة بعقار “الريسبيريدون” أحدثت تغيرًا واضحًا وملموسًا في التركيب النسيجي و الدقيق لخصى الجرذان, كما أنها أحدثت اختلالًا في مستويات انزيمات ALT, AST واليوريا و الكرياتين وهرمون التستوستيرون ومحتوى الجلكوز و قياسات الدم الكيموحيوية, وبعض جينات سيتوكروم CYP450 , وزيادة حدة التغيرات المرضية في أنسجة خصى ذكور الجرذان بزيادة مدة المعاملة بالعقار -بزيادة الجرعة التراكمية-، والمعاملة بمستخلص نبات القُسط لم تُظهر أي تغيرات على المستوى النسيجي والتركيبي الدقيق على خلايا أعضاء الدراسة المستهدفة. ولفتت النظر إلى أنه يتضح من الدراسة الحالية الأثر الفعال والدور الإيجابي لمستخلص نبات القُسط في رفع معدلات الخصوبة وذلك أثناء فحص القطاعات النسيجية و التركيبية الدقيقة و الجزيئية؛ وعليه يُرى إمكانية استخدام هذا النبات كمضاد فعال وبتكلفة زهيدة مقارنةً بالمضادات المستخدمة؛ مما يظهر الإعجاز العلمي في اختبار استخدام نبات القُسط كعلاج ومكمل آمن في المجال الطبي.
مشاركة :