تلعب الخلايا الليفية دوراً هاماً في جسم الإنسان، إذ إنها تجمع النسيج خارج الخلية والكولاجين، وهي الإطار الهيكلي للأنسجة الضامة، ويعتقد أن الأورام السرطانية يمكنها استخدام الأرومات الليفية القريبة منها لتعزيز نموها وانتشارها. هذه العملية التي تسمى تنشيط الخلايا الليفية المرتبطة بالسرطان، يمكنها أيضاً حماية الأورام من العلاج الكيميائي، مما يصعب من عملية العلاج. ولذلك، فإن وقف هذه العملية يمثل هدفاً علاجياً من شأنه الإبطاء من نمو الأورام السرطانية. وسعياً وراء هذا الهدف العلاجي، طور باحثون من تايوان نظاماً ثلاثي الأبعاد لاستنبات الخلايا لاختبار كيف يمكن أن يساعد تثبيط الخلايا الليفية في علاج سرطان الرئة. ووجدوا أن مزج عقار “نينتيدانيب” المضاد للتليف مع عقار “سيس بلاتين” المضاد للسرطان يزيد من فعالية هذا الأخير، حسب دراسة نشرت الثلاثاء في مجلة APL Bioengineering. محاكاة يقول تشاو هوانغ لي، الباحث الرئيسي في الدراسة إنّ ما يقرب من 90 بالمئة من وفيات مرضى سرطان الرئة في المراحل المتأخرة من المرض ناجمة عن انتشار الأورام إلى أعضاء أخرى، وليس عن الورم الرئيسي، لذلك، من الضروري إيجاد طرق لمنع انتشار الورم لإطالة عمر مرضى سرطان الرئة. ويشرح لي لموقع “سكاي نيوز عربية” فوائد النهج المقترح لتثبيط الخلايا الليفية، فيقول: -; لمحاكاة البيئة المكروية للورم وتقليد الأنسجة الحقيقية، طورنا نظاماً ثلاثي الأبعاد لاستزراع الخلايا الليفية وأجسام شبه كروية للخلايا السرطانية، في هيدروجيل مكون من مادتي ماتريجيل والفيبرين. -; يسمح هذا النظام بتفاعلات الخلايا الخلوية في ثلاثة أبعاد، على عكس البيئة المستوية للاستزراع ثنائي الأبعاد. -; تكشف دراستنا أنّ إضافة عقار مضاد للخلايا الليفية، نينتيدانيب، حسّن من فعالية عقار مضاد للسرطان، سيسبلاتين، في وقف نمو وانتشار خلايا سرطان الرئة المستزرعة. -; كان التحدي الرئيسي هو تكرار أنظمة الاستزراع ثلاثية الأبعاد لأنها أكثر صعوبة في التعامل معها من الاستزراع ثنائيي الأبعاد. لقد أمضينا الكثير من الوقت في بناء بروتوكول تجريبي لضمان إمكانية استنساخ النتائج التجريبية وقابليتها للمقارنة. يمكن أن يكون نظام الاستزراع المشترك مفيداً لتقييم آثار تركيبات الأدوية على الأورام المتعلقة بتليف الأنسجة، مثل سرطان البنكرياس وسرطان الكبد وسرطان الفم. -; في الدراسات المستقبلية، نخطط لتطبيق هذا النهج على سرطان الفم، كما يمكن أن يؤدي إجراء مزيد من الدراسات إلى فهم أدوار الجينات في البيئة الدقيقة للورم، وتعزيز فهمنا لتأثيرها المحتمل على تطور سرطان الرئة. ويأمل الباحثون أن تمهد هذه الدراسة الطريق لتطوير استراتيجيات علاج أكثر فعالية لسرطان الرئة والأورام الصلبة الأخرى، وأنّ تكون أداة جديدة واعدة لاختبار العقاقير قبل السريرية.
مشاركة :