مع التسارع الشديد الذي يشهده العالم مؤخرًا في مجال التكنولوجيا الحديثة أصبح القلق بشأن فقدان العديد من الوظائف بسبب الأتمتة حقيقة واقعة لمُعظم العاملين بمختلف الصناعات، ففي عالم الذكاء الاصطناعي يُمكن لأجهزة الكمبيوتر أداء معظم الأدوار الوظيفية في الشركات نيابةً عن البشر. وقد أصبح التهديد المتمثل في أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستقضي على مجموعة واسعة من الوظائف في جميع أنحاء الاقتصاد العالمي راسخًا الآن، ونظرًا لأن الأتمتة أصبحت أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى فستحدث موجة أخرى من إزاحة الوظائف بشكل شبه مؤكد. وبينما يقول العديد من الخبراء إن المخاوف من أن الأتمتة ستؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة بشكلٍ كبير فإنهم يشيرون إلى مخاوف أخرى بشأن الذكاء الاصطناعي، وهي أنه سيؤدي إلى توسيع الدخل الضخم بالفعل، وعدم المساواة في الثروة من خلال صنع نظام جديد. خلال العام الماضي فقدت بُلدان العالم عددًا كبيرًا من الوظائف وربما لن تعود أبدًا؛ لسبب وجيه وهو أن الشركات العالمية اكتشفت البديل الذي لا يتطلب تأمينًا صحيًا، أو إجازة مدفوعة الأجر، أو اشتراكات تقاعدية. إذًا الحقيقة الآن هي أن الاقتصاد العالمي على أعتاب ثورة كبيرة تقودها تقنيات الذكاء الاصطناعي التي ستترك المهن عالية التخصص عرضة للانقراض. ومن الواضح تمامًا أنه ستتم إعادة هيكلة القوى العاملة العالمية بشكلٍ جذري في المستقبل غير البعيد، ففي سوق اليوم تعرّض التقنيات التكنولوجية الحالية مهنًا مثل: سائقي سيارات الأجرة وعمال المصانع، لخطر الانتهاء، ووفقًا لدراسة حديثة أجريت في جامعة “أكسفورد” البريطانية سيتم استبدال 35% من جميع الوظائف بالذكاء الاصطناعي خلال العشرين عامًا القادمة. اقرأ أيضًا: مفهوم تكنولوجيا الشبكات.. التقنية الأكثر استخدامًا نستعرض في «رواد الأعمال»، وظائف مهمة قد تنتهي بسبب الذكاء الاصطناعي قريبًا. تُعد مهنة الجراحة واحدة من أهم الوظائف التي قد تنتهي بسبب الذكاء الاصطناعي، ففي الآونة الأخيرة ظهرت الروبوتات الجراحية في العديد من المنشآت الطبية المتخصصة، والتي ستكون متاحة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ومعايرة للعمل بدقة تشبه الليزر. قد تكون عملية الاستبدال تحدث الآن؛ حيث وظف كل من Guy’s وNHS Foundation Trust روبوتات جراحية للعمل جنبًا إلى جنب الأطباء البشريين أثناء عمليات الكلى، من الناحية النظرية يُمكن للروبوتات أن تؤدي أداءً أسرع من الأطباء البشريين، دون عاطفة أو إرهاق أو ضغط. تأتي المهن التعليمية ضمن الوظائف التي قد تنتهي بسبب الأتمتة خلال السنوات القليلة المُقبلة، وفي حين أن الكثير منا لديه ذكريات جميلة عن معلمنا المفضل والأكثر إلهامًا فقد يعتمد أطفال المستقبل على الروبوتات للتعلم، بالنظر إلى الفوائد المذهلة للعلاقة الشخصية بين الطالب والمعلم من الصعب تخيل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التعليم. ورغم ذلك يقدم المعلمون الآليون فرصة هائلة لتحسين نظامنا التعليمي المتعثر، بالطبع تكنولوجيا الكمبيوتر موجودة بالفعل لإجراء دروس خصوصية فردية ومناقشات جماعية مضيفة. من الواضح أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تصنع تطورًا في صناعة السيارات؛ حيث أطلقت تسلا ثلاث سيارات ذاتية القيادة، أضف إلى ذلك الطائرات بدون طيار التي يتم التحكم فيها عن بعد وميزات الطيار الآلي في الرحلات التجارية؛ لذا تُعتبر قيادة الطائرات من الوظائف التي من المتوقع أن تنتهي خلال السنوات القليلة المُقبلة. بالطبع تتمتع الروبوتات بالعديد من المزايا مقارنة بالبشر فيما يتعلق باستكشاف الفضاء، من الواضح أن الروبوتات يُمكنها السفر لمسافات أطول من البشر على مدى فترات زمنية أطول بكثير، بالإضافة إلى ذلك يمكن للروبوتات التعامل مع الظروف القاسية التي لا يستطيع جسم الإنسان التعامل معها. إذًا يُعد رواد الفضاء من الوظائف التي قد تنتهي بحلول 2025. في عصر الأخبار المزيفة ووسائل التواصل الاجتماعي أصبح مجال الصحافة مهيأ تمامًا للأتمتة وهو ما يُعزز من الموضوعية والسرعة. لا تدرك الغالبية العظمى من القراء عبر الإنترنت أن المحتوى تم إنشاؤه بواسطة البرامج، على سبيل المثال: تنشر Forbes بشكل متكرر محتوى الرياضة والأعمال والسياسة الذي يتم إنتاجه بواسطة خوارزمية الكمبيوتر. اقرأ أيضًا: كيف يستفيد رواد الأعمال من الذكاء الاصطناعي؟ لماذا يفضل المستثمرون شركات التكنولوجيا؟ كشف فيديوهات التزييف العميق.. طرق مهمة للاستخدام تسريح الموظفين من شركات التكنولوجيا.. أسباب ونتائج Chat GPT.. أحدث نظام آلي للدردشة
مشاركة :