أعاد موسم رمضان مشروب “السوبيا” باعتباره أشهر المشروبات الرمضانية التي اعتاد أهالي جدة على وجوده في موائد الإفطار خلال الشهر الكريم، ويلقى رواجاً ويتضاعف الإقبال عليه في مختلف أحياء المحافظة، خاصة المنطقة التاريخية والبلد، يجذبهم هذا الغني بمكوناته، وطعمه اللذيذ، المشهور بلونيه الأحمر والأبيض. وتعد “السوبيا”، من أهم المرطبات على الموائد الرمضانية التي تخفف الإحساس بالعطش، وتنافس العديد من المشروبات المتعارف عليها خلال الشهر الفضيل، ويدل على تلك الكثافة التي تشهدها شوارع وميادين وأسواق جدة من المتشوقين لها، ينطلقون صوب بائعين “السوبيا” المتراصين على جنبات الطرق والأسواق وهم يرددون عباراتهم المعهودة المرتبطة بهذا المشروب، إلى جانب العبارات المكتوبة كنوع من أساليب كسب المتسوقين. ويتم تجهيز شراب “السوبيا” من مكونات الشعير أو الخبز الناشف أو الدخان أو الزبيب، يضاف عليها السكر والقرفة والمسمار والهيل بمقادير معينة وبعض النكهات التي تعطيها اللون المميز؛ فيما تعد طريقة إعداد وتجهيز “السوبيا” والإضافات من النكهات والمقادير وتصفيتها، هي ما يتميز به محل عن آخر لذلك اشتهرت بعض العوائل الحجازية في منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة بصناعة وإعداد السوبيا وتجهيزها بنكهات لذيذة المذاق. وأصبح لصناعة “السوبيا” في جدة روادها، بفضل خبراتهم ومهاراتهم التي اكتسبوها وتوارثوها جيلاً بعد جيل، بمجرد ما ترى أسماء هذه العوائل تنجذب لشراء “السوبيا” دون تردد وسط مزيج من الذكريات والحنين للماضي الجميل الذي يحمل عادات شهر رمضان المبارك خاصة في جدة التاريخية.