الإحصائيات تقول ان 49% من السعوديين يستخدمون الانترنت بالمملكة أي نصف السكان تقريباً وان هناك أكثر من 53.7 مليون مشترك في الجوال في المملكه منهم 14 مليون مستخدم للانترنت و29% منهم يستخدمونه بطرق غير مشروعة وان 53 % من السعوديين لا يستطيعون الاستغناء عن تويتر وهذه صادره من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات. معلومات أخرى تقول إن المملكة تصدرت دول العالم في استخدام موقع التواصل الاجتماعي تويتر ف 41% من مستخدمي الانترنت بالمملكة يغردون على شبكة التواصل تويتر وتفوقت المملكة على دول مثل امريكا والتي بلغت نسبة مستخدمي شبكة تويتر 23% والصين 19%، والدولتان اللتان احتلتا المرتبة الثانية والثالثة في استخدام تويتر على الترتيب هما اندونيسيا والفلبين بنسبة 40%. ومعلومة اخرى تقول ان السعوديين اكثر شعوب الأرض متابعة لشبكة يوتيوب! اذ وصلت نسبة المشاهدين ليوتيوب في المملكة اكثر من 90 مليون مشاهد خلال اليوم الواحد، الى هنا سأكتفي بسرد هذه الاحصائيات والمؤشرات التي تجعل السعوديين في صدارة دول العالم استخداما للتقنيات الحديثة في شبكات التواصل واتساءل. هل هذا الامر ايجابي ومحمود ام سلبي ومذموم؟ في رأيي الشخصي ان هذا امر ايجابي وهو ينم عن ثقافة جديدة تحمد عقباها وهي تعطي مؤشرا على مواكبة التطور حتى ولو لم نصنعه نحن! ولكنه يرسخ لثقافة جيل جديد يتواكب مع مستجدات العصر فمن لا يجيد التعامل مع هذه الادوات التقنية يعتبر أميا في مقاييس الحضارة والتطور والانتشار الواسع والطفرة السريعة لشعب المملكة من مجتمع لا يحسن التعامل مع هذه التقنيات مطلقا قبل 30 الى 40 سنة تقريبا ليتصدر العالم حاليا هي تجربة جيدة تحيطها الغرابة نوع ما. ان وجه الغرابة في كيفية هذا التفاعل والتسارع والاندماج الذي ابداه السعوديون نحو هذه التقنيات المعلوماتية الحديثة . هل هذا بسب الثقافة القديمة التي سادت البلاد في موروثات تقليدية وتخوف من كل جديد في الحضارة وتحول الكبت الاجتماعي والمعلوماتي الى انفتاح سريع نحو العالم والتقنية؟ او هو ذلك القصور في التعليم والتثقيف وانحسارها في المجتمع داخليا؟ او هو ذلك الطوفان الذي اجتاح العالم ولم نستطع ان نعزل انفسنا عنه واجبرنا على الاندماج فيه؟ هي تساؤلات عديدة وكثيرة واجابات اكثر. لكن شئنا ام ابينا يبقى واقعا لا يمكن الصدود عنه ونحن قرية في عالم فضائي ومعلوماتي واسع نتبعه ولا يمكن ان ننعزل عنه ولكن الأهم ان نضع الأدوات التوعوية والتثقيفية لاستغلال ايجابياته الاجتماعية وترك مساوئه ومحاذيره منذ المراحل التربوية الاولى في التعليم. وتقلد الأمير الخبير صاحب الفكر والمدرسة والأدب والحكمة وزارة التربية والتعليم هو بداية لترسيخ هذه المفاهيم وتأصيلها فلسنا في عزلة بل نحن مع التيار الحضاري أينما حل وارتحل.
مشاركة :