صحف عربية تختلف حول تقييم مؤتمر المانحين لسوريا

  • 2/9/2016
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

اهتمت صحف عربية في نسختيها المطبوعة والإلكترونية بتقييم مؤتمر المانحين لسوريا الذى أ¬قيم في العاصمة البريطانية لندن في 4 فبراير/شباط. انتقدت معظم الصحف المؤتمر، ووصفته بأنه يقدم حلولاً مؤقتة ولا يمثل القدرة على اجتثاث الأزمة من جذورها، بل إنه يمثل تحقيقًا لمصلحة الغرب في منع اللاجئين من الهجرة وطلب اللجوء إلى أوروبا. في الوقت نفسه، وصفت صحف أخرى المؤتمر بأنه نجح في تقديم فرص إنماء الدول المضيفة لللاجئين السوريين والسير بالمفاوضات لحل الأزمة السورية في طريق الحل السياسي. اجتثاث الأزمة من جذورها انتقد ياسر محجوب الحسين في جريدة الشرق القطرية تصرفات المجتمع الدولي الذي نجح من ناحية في جمع تبرعات تخطت السقف المتوقع لتبلغ 10 مليارات دولار، 6 منها لهذا العام، و5 مليارات حتى العام 2020، وفشل من ناحية أخرى في وقف استمرار دولة عظمى مثل روسيا وحلفائها في المنطقة في دعم النظام المتسبب في الأزمة؟ وكتب تحت عنوان مانحو سوريا.. هل تتكرر تجربة العراق؟ لقد سبح المؤتمرون في فضاء الأماني العذبة حين أعلنوا أنهم يهدفون إلى جمع التبرعات وتحديد الحلول للتمويل على الأمد الطويل والتصدي للاحتياجات بعيدة المدى للمتأثرين بالأزمة السورية عن طريق تحديد سبل خلق فرص عمل وتوفير التعليم. غير أن الحسين رأى أن كل هذه المحاولات لا تلغى المسؤولية الدولية التى تقتضي اجتثاث الأزمة من جذورها عبر آليات الأمم المتحدة، لكن النظام الدولي، نظام معلول غير قادر البتة على محاسبة الكبار. من ناحيتها، تخوفت روزانا بومنصف من خلق مشكة توطين اللاجئين السورين في لبنان، وكتبت في جريدة النهار اللبنانية: مع التسليم جدلاً بأن مؤتمر المانحين في لندن الذي سيوفر دعماً للاجئين السوريين للبقاء حيث هم، على حد تعبير وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، قد يحمل في طياته مخاوف من توطين سوري في لبنان على المدى المتوسط كأمر واقع نتيجة احتمال استمرار الحرب في سوريا سنوات عدة إضافية. وشككت بومنصف في النوايا الغربية، متسائلة: لكن واقع الأمر هو أنه ينبغي طرح السؤال بطريقة مختلفة وما إذا كان يجب على لبنان التجاوب مع مطالب مؤتمر لندن والمنح والقروض المالية التي ستتوافر له، أو يجب ألا يتجاوب مع مثل هذا المؤتمر؟ وأضافت متسائلة: هل إذا لم يتجاوب لبنان مع المؤتمر يمكن أن يخفف من مسؤولية اللاجئين الموجودين على أرضه أم لا من دون أن يكون لدى أحد أوهام بأن الغرب إذ يغدق عطاياه في موضوع اللاجئين السوريين فإنما استناداً إلى الرغبة في إبقاء هؤلاء في دول الجوار السوري ومنعهم تالياً من الهجرة وطلب اللجوء إلى أوروبا وسواها، وتخفيفاً من انزلاق الكثير من هؤلاء أيضاً إلى التطرف متى وجد اللاجئون أنفسهم أمام حائط مسدود. الفصل بين الإنساني والسياسي أما الكاتب فايز سارة فرأى أن المؤتمرات الدولية لبحث الأزمة السورية لن تنجح إلا إذا تبنت وجهة نظر المعارضة السورية في ضرورة الفصل بين الإنساني و السياسي في القضية السورية. وكتب في جريدة الشرق الأوسط اللندنية تحت عنوان الضروريات السورية الراهنة: أولى ضرورات المرحلة السورية الراهنة تكمن في تثبيت رؤية المعارضة حول العملية السياسية، ليس فقط لأنها تعالج القضية بصورة جوهرية، بل لأنها أيضاً تعالج في الوقت نفسه تداعياتها في وقف هجرة ولجوء السوريين إلى بلدان أخرى، وتحاصر الإرهاب، وتعزز الحرب عليه وصولاً إلى القضاء عليه. عبء على الدول المضيفة ورأى طارق مصاروة في جريدة الرأى الأردنية أن إغاثة اللاجئين السوريين سواء في سوريا أو في الشتات ضرورة ملحة لما تشكله أزمة اللاجئين السوريين من عبء على الدول المضيفة حتى لا تنزف اقتصادياً وقومياً. وأقر الكاتب أن الأردن لم يعد يتحمل الاستمرار وحده في استيعاب أعباء اللاجئين النازحين إليه، وقال: هناك 145 ألف طالب سوري في مدارس التربية والتعليم، لكن ماذا عن نصف المليون طفل لا مدارس لهم؟ وزير التربية يقدّر كلفة الذين في المدارس بـ260 مليون دينار، فكم يكلف الباقي؟ وتساءل الكاتب: هل يحتمل الأردن عمالة الاطفال، وانتشارهم في الشوارع، وغياب الاستيعاب الاجتماعي لهم؟ نجر مياه الديسي بكلفة مليار دينار لنشرب ونقيم السدود، ونفكر في تحلية البحر لسكان الأردن بعد تسع سنوات، وفي إقامة مفاعلات نووية لتوليد الطاقة، فكم ستكون كلفة مياه اللجوء السوري، وحاجته الى الطاقة؟

مشاركة :