أكدت رئيس المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، أمس، أن مستقبل العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين رهن موقف بكين من الحرب الروسية الأوكرانية، معتبرة في الوقت نفسه أن مصلحة أوروبا تقضي بمواصلة الحوار مع العملاق الأسيوي، معتبرة أن تشديد الصين لموقفها بالتحول من حقبة إصلاح وانفتاح للتركيز على الأمن والسيطرة يتطلب من أوروبا «تقليل المخاطر» في العلاقات معها دبلوماسياً واقتصادياً، حيث إن الانفصال عن الصين «ليس ممكناً». جاء ذلك في خطاب ألقته لايين في بروكسل، عشية رحلة إلى بكين، حيث شددت على لعب الصين دوراً في الضغط، من أجل تحقيق «سلام عادل» في أوكرانيا، مضيفة: إن الدور الصيني في الصراع سوف يكون حيوياً في تشكيل العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، إذ تتحمل الصين، بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، مسؤولية لعب دور بناء في تحقيق السلام على أساس وحدة أراضي أوكرانيا، وانسحاب القوات الروسية. وأضافت لايين، التي تتوجه الأسبوع المقبل إلى بكين برفقة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون: «أي خطة سلام من شأنها تثبيت عمليات الضم الروسية هي ببساطة ليست خطة قابلة للتطبيق. علينا أن نتحلى بالصراحة بشأن هذه النقطة»، وتابعت قائلة إن الأسلوب الذي ستواصل به الصين التعامل مع الحرب في أوكرانيا سيكون عاملاً حاسماً في مستقبل العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين. ودعت رئيس المفوضية الأوروبية إلى إعادة تقييم العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين، لكنها أكدت أن عدم التواصل مع بكين «ليس مجدياً ولا يصب في مصلحة أوروبا»، إذ ترى لايين أن العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والصين هي من «الأكثر تعقيداً وأهمية» في العالم، بيد أنها أصبحت، برأيها «أكثر تباعداً وأكثر صعوبة»، خلال السنوات الأخيرة. ضرورة من ناحيتها، أعلنت وزير الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، أن الرئيس ايمانويل ماكرون سوف يبلغ القادة الصينيين الأسبوع المقبل «ضرورة الامتناع» عن دعم الجهد الروسي في النزاع الأوكراني. وقالت كولونا في مؤتمر صحافي في فيلنيوس مع نظيرها الليتواني، غابرييلوس لاندسبرغيس، إنه خلال زيارة ماكرون للصين، التي سترافقه في جزء منها رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، «سنذكّر بكين بضرورة الامتناع عن أي عمل، من شأنه السماح لروسيا بتعزيز جهدها الحربي». هذا ويكثّف الأوروبيون الاتصالات مع الرئيس الصيني، إذ يقوم رئيس الحكومة الإسباني، بيدرو سانشيز، حالياً، بزيارة إلى بكين. وصرح قبل توجهه إلى العاصمة الصينية أن «صوت» الصين يجب «الاستماع إليه إن أردنا أن نتمكن من وضع حد» للحرب في أوكرانيا. تواصل في الجانب المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، تان كيفي، أمس، إن الجيش الصيني على استعداد لتعميق التواصل الاستراتيجي والتنسيق مع نظيره الروسي، ونقلت وكالة «بلومبيرغ» للأنباء، عن كيفي قوله: إن الصين وروسيا سوف تجريان دوريات بحرية وجوية مشتركة ومناورات بصورة دورية، وأضاف: إن البلدين سوف يتعاونان في تنفيذ مبادرات أمنية عالمية، وزاد كيفي: إن البلدين سوف يعملان على تعزيز الثقة العسكرية وحماية الإنصاف والعدالة الدوليين بشكل مشترك. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :