جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي أحد أكبر الجوامع في العالم يمزج بين عناصر التفرد كصرح شامخ تروي معالمه الآسرة حكايات عن الفكر الصائب لدولة الإمارات التي تحتفي بالتنوع الثقافي، ويُعتبر من أعظم الأعمال المعمارية التي توائم بدقة متناهية بين مختلف مدارس العمارة الإسلامية والهندسة الحديثة، ويجسّد رسالة الإسلام المتمثلة بالانفتاح على الآخر. قصة جامع الشيخ زايد الكبير بدأت في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، عندما أمر بتشييده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيّب الله ثراه»، ليكون صرحاً عالمياً لإبراز الثقافة الإسلامية، وجامعاً تقام فيه الشعائر الدينية، ومقصداً يرسخ قيم التعايش بين الشعوب، ومرجعاً حياً للعمارة الإسلامية الحديثة، ومنارة للعلوم المنهجية التي تعكس القيم الإسلامية الأصيلة. بدأت أعمال بنائه عام 1996 مع التخطيط لصرح يستوعب 50 ألف مصل. عمل على تشييده مهندسون عالميون استوحوا أفكارهم من إبداعات العمارة الإسلامية، وافتتحت قاعات الصلاة أمام المصلين في عيد الأضحى عام 2007. يتميز جامع الشيخ زايد الكبير بمجموعة قباب يصل عددها إلى 82 قبة تقع أكبرها في وسط قاعة الصلاة الرئيسة. وتتدلى فوقها واحدة من أكبر الثريات في العالم مطعمة بذهب عيار 24 قيراطاً. ويضم الجامع أكثر من 1000 عمود، وتغطّي أرضيته أكبر سجادة يدوية الصنع في العالم. وتتميز تصاميمه بالرخام الطبيعي متعدد الألوان المطعم بالأحجار الكريمة وشبه الكريمة، يعلوها تصميم على شكل رأس النخلة من الألمنيوم المذهب. تجسد تصاميم المنارات الـ 4 أساليب العمارة الإسلامية، وتظهرها في شكل واحد. يبلغ طول كل منارة نحو 107 أمتار، وتتألف من 3 أشكال هندسية. ويضم الجامع 7 ثريات مصنوعة من الكريستال تزن أكبرها 12 طناً، ويصل ارتفاعها حتى 15 متراً.
مشاركة :