ليالي رمضان تعيد ذكريات سكان الديرة ودخنة والشميسي في الرياض

  • 4/1/2023
  • 00:10
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

عادت الذاكرة بعدد من سكان أحياء الرياض القديمة إلى سنين خلت؛ مستذكرين رمضان وطقوسه، التي لم تصمد أمام المتغيرات الحديثة. يذهب رمضان ويأتي آخر ويظل الحنين ديدن كل جيل؛ لاسيما كبار السن وهم يروون حكايات الماضي الجميل بكل شغف. يجمع سكان أحياء الديرة ودخنة والشميسى، ملتقاهم " ثلوثية المصمك" التي تعقد مساء الثلاثاء من كل أسبوع أمام باحة قصر المصمك في وسط العاصمة، للحديث عن ذكريات رمضان. يقول رحمة الله أحمد، أحد سكان حي الديرة القدامى بعد أن استدعى ذاكرته: "كنا نتلقف أخبار دخول شهر رمضان من إذاعة طامي"، مستذكراً أول صيام له حينها كان شهر رمضان في فصل الشتاء. وقال: "لم أشعر بالظمأ على الرغم من عدم وجود المكيفات آنذاك، أما الإفطار فيكون بعد سماع دوي المدفع إيذاناً بغروب الشمس، وكانت المائدة متواضعة جداً مقارنة بما نشاهده اليوم، وأهم ما فيها الفول الذي نجلبه من دكان بالحلة، أما بقية الليل فأقضيه في دكانٍ لخياطة الملابس يملكه والدي حتى قبيل السحر". يقول فهد بن صالح الخليف، أحد مؤسسي ثلوثية المصمك: "كنا نفطر بعد سماع المدفع، وأحياناً نسمع صوت أذان ابن ماجد الذي يصدح في جميع أحياء الرياض من جامع الإمام تركي بن عبد الله، وبعد الإفطار تلتم الأسرة للاستماع للمسلسلة اليومية (أم حديجان) من إذاعة الرياض، فكان ما يقدمه من شخصيات متعددة الفنان عبدالعزيز الهزاع، بالنسبة لنا آنذاك منتهى الدرامي والكوميدي". فيديو.. "المخور" الإماراتي يتصدر الأزياء الشعبية للنساء في #رمضان#اليوم pic.twitter.com/SQyL8nugBs— صحيفة اليوم (@alyaum) March 31, 2023 وعن الأنشطة الشبابية في ذلك الوقت قال الخليف: "كنا نشترك في مباريات لكرة القدم تقام في الحواري، بعد صلاة الفجر، وأحياناً بعد العصر، وكان النشاط الرياضي في أحياء الرياض آنذاك في أشد أوجّه، ثم انتشرت بعد ذلك المقاهي أو الكازينوهات، فكان الشباب يأمونها من أجل لعب كرة الطاولة والشطرنج وغيرها". يذكر محمد بن عبدالله الحوطي، أحد سكان حي دخنة، أنه ووالده وإخوانه كانوا يعتنون بإفطار الصائمين في المسجد القريب من منزلهم، ومن العادات التهادي وتبادل الأكلات فمن أولم أو طهى طعاماً أهدى لجيرانه منه، وللأسف فقد توارت اليوم هذه العادة رغم أبعادها الإنسانية وما تشيعه من محبة. بقاؤهم في المنازل أفضل..في الحلقة التاسعة من #ذوقيات_رمضان يؤكد بدر الزياني مختص الذوق العام على استحسان عدم اصطحاب الأطفال دون سن التكليف لصلاة التراويح pic.twitter.com/DDy22pDDvP— صحيفة اليوم (@alyaum) March 31, 2023 ويضيف: "كنا في مساءات رمضان نخرج مع مجموعة من الشباب من أبناء حارتنا لبعض شوارع الرياض المتطورة بمقياس ذلك الزمان مثل شارع الشميسي وشارع الثميري، من أجل التسوق وشراء الأطعمة التي كانت ظاهرة جديدة على المطبخ المحلي مثل البليلة والآيسكريم وغيره". ذكر يحيى مفرح زريقان، مؤرخ ثقافي وفني ومن سكان حي الشميسي القدامى، عادة تبادل أطباق الطعام بين الجيران في رمضان قديماً، وأن الأطفال هم حلقة الوصل بين بيوت الحارة، وبعد أداء صلاة التراويح يجتمع الرجال في مكان في الحي يسمونه "البرحة "، لتبادل أحاديث السمر وسرد القصص. مسن كازاخي يرفع صوته بالدعاء عقب إفطاره بمائدة خادم الحرمين الشريفين#اليوم#رمضان_مع_اليوم pic.twitter.com/4rXmq3Ltqf— صحيفة اليوم (@alyaum) March 31, 2023 وأضاف: كانت الأسر تتفقد بعضها وتتواصى فيما بينها على التعاون والمحبة والإخاء، تلك أيام عشناها، وهذه أيام ندعو الله أن تكتمل بالطاعة والخير على الجميع. يذكر أن ثلوثية المصمك أقيمت بجهود فردية، ويشرف عليها مؤرخ أحياء الرياض القديمة محمد بن عبد الله الحوطي ومعه مجموعة من المهتمين بتاريخ الرياض القديم.

مشاركة :