الصوم يُحسن الحالة المزاجية ويُعزز التفكير الإيجابي ويزيد من التركيز خلال ساعات الصيام؛ هكذا أشارت دراسات عدة إلى فوائد الصوم على صحتك النفسية والعقلية من دون استثناء. شهر رمضان ليس فرصة للصيام عن الطعام والشراب فحسب؛ إنما فرصة للتأمل والنية الصادقة للعزوف عن العادات السيئة، لإحداث تغيير إيجابي في حياتك، وفي نفس الوقت الامتناع عن الطعام خلال ساعات الصيام سيُعزز صحة الدماغ، ما ينعكس ذلك بشكل إيجابي على طريقة تفكيرك وحالتك المزاجية. حالة التفكير العقلي في الصيام، يُمكن أن تكون إيجابية أو سلبية؛ وذلك يعتمد علي التغذية العقلية لديك وكيفية تدريب عقلك عليها؟ العقل مثل جهاز البث المباشر أنتِ من تكتب التردد ليُعطيكِ القناة التي تريديها، إذًا أنتِ من يمنح عقلك الوقود للإضاءة. لاشك أن الصيام سيُغير في عاداتِك التي اعتدتي عليها طوال العام؛ وفي نفس الوقت سيعمل ميكنزم المخ على بث إما الإشارات العصبية أو إما الثبات الانفعالي، وذلك بناءً على المُدخلات الصادرة منكِ؛ وبالتالي سيحتاجين إلى تهيئة عقلك لهذه التغيرات ودفعه نحو التفكير الإيجابي، خصوصًا خلال ساعات الصيام. من هذا المنطلق تقدم لكِ أخصائية الصحة النفسية الدكتورة دينا جلال عبر موقع " هي " أهم النصائح التي ستمنحك التركيز العالي والتفكير الإيجابي خلال ساعات الصيام، كونها الأكثر تأثيرًا على جميع أمور حياتك خلال الشهر الفضيل. الصيام يرسم هويتك الشخصية وتفكيرك الإيجابي في رمضان هُناك علاقه قوية بين الصيام وبين التفكير المنطقي الايجابي؛ هكذا أكدت دكتورة دينا على قوة العلاقة بينهما، لأن الصيام يُخفف من حده المشاكل النفسية وليس العكس كما تعتقد الكثيرات. إذ أشارت العديد من الدراسات إلى أن الصيام يُقلل من الاضطرابات النفسية، ويؤثربشكل ايجابي على جميع جوانب الصحة العقلية والجسدية، ويُعزز التعامل بشكل أفضل مع الأزمات والمشاكل النفسية؛ خصوصًا في شهر رمضان الذي تتجلى فيه العلاقة بين الصحة العقلية والهوية الشخصية، وبين العبادات وعلاقتنا مع الله في المُجمل العام. الصيام يُعزز التفكير الإيجابي للعلاقات الإجتماعية وأضافت دكتورة دينا: يمتاز هذا الشهر الفضيل بتقوية العلاقات الإجتماعية التي تكسر الحاجز النفسي للوحده، وتُعزز التفكير الإيجابي في كيفية إيجاد أفضل السُبل والأساليب التي نستعرض من خلالها طرق فعالة وإيجابية للتعامل مع المحيطين بنا خلال شهر رمضان. معايير التفكير الإيجابي في رمضان أشارت دكتور ة دينا، إلى أن شهر رمضان فرصة ذهبية لإحداث تغيير إيجابي في حياتك، و دفع عقلك نحو معايير التالية: الامتنان هو الإحساس بقيمة العطايا والنعم الإلهيه التي منحها الله لكِ. ما يجعلك قادرة على تدريب عقلك وترويض وظائفه الحيوية خلال الصيام نحو الشعور بالإيجابية في حياتك. وهنا يُمكنك اتباع بعض الطرق الفعالة لذلك، ومنها " كتابة 10 أشياء يوميه تمتنين إليها في حياتك لتعزيز الطاقه الإيجابية، وإدارة وقتك بالابتعاد عن لصوص الوقت لتركيز في العبادات وتطوير ذاتك؛ والقيام بالمسؤوليات المطلوبة منكِ في الوقت المناسب، ما يجعلك ستشعُرين بالثبات الإنفعالي بشكل تلقائي خلال ساعات الصيام على وجه التحديد. الثقه بالنفس تدبيرك للأمور السابقة سيمنحك الثقه بالنفس وسيجعلك أكثر قدرة على تدريب عقلك نحو التفكير الإيجابي، وتطوير مهاراتك، واكتساب خبرات جديدة في العمل، ومهارات أخرى متنوعة من خلال العبادات والصيام؛ أهمها: ستكوني شخص واعيٍ مُتدرب على القيام بالأنشطة المُختلفه، وضع حدود لشخصيتك مع الآخرين وعدم السماح باختراقها في جميع الأحوال. ناهيكِ عن عزوفك عن الانشغال بأمور الآخرين وتفاصيل حياتهم. نصائح لتعزيز تفكير الإيجابي وحالتك النفسية في رمضان أوضحت دكتورة دينا، أنا معظمنا يواجه الكثير من التحديات ابتداءً من العمل لساعات طويلة، وإضافة إلى جميع المسؤوليات الآخرى التي تقع على عاتقنا خلال الشهر المُبارك، ما يؤثر سلبًا على حالتنا النفسية، وربما تحرمنا من الاستمتاع بأجواء شهر رمضان. فإذا كنتِ عزيزتي من تُعانين من ذلك، إليك أهم النصائح أن ستُعزز تفكيرك الإيجابي وستُحسن من مزاجك للاستمتاع بالأجواء الرمضانية وعباداتك بشكل فعال، وذلك على النحو التالي: اهتمي بنوعية غذائك التغيرات التي تطرأ على الروتين اليومي لغذائيك في رمضان، ربما قد تُساهم في زيادة سوء حالتك المزاجية، لذا ننصحك بالاهتمام بنوعية غذائك، كأن تُكثري من تناول الخضروات الورقية، والموز، والتمر، والأسماك الدهنية، والمكسرات، والحبوب الكاملة، والشوفان، لتعزيز تفكيرك الإيجابي بشكل غير مُباشر، وجعلك في حالة جسدية ونفسية أفضل. مارسي الرياضة بعد صلاة التراويح يؤكد الأطباء النفسيين، أن الحركة هي أساس تفريغ الطاقة؛ لأن انحباس الطاقة السلبية بداخلك، سيتسبّب في الكثير من المشاكل منها نفسي، ومنها عضوي؛ لذا ننصحك بممارسة التمارين الرياضية البسيطة لمدة 10 دقائق يوميًا بعد صلاة التراويح، أو يُمكنك ممارسة المشي قبل أو بعد الإطار، ما يمنحك ذلك الشعور بالسعادة بشكل طبيعي. تأملي الطبيعة الخلابة قبل الإفطار اخرجي من منزلك إلى أماكن الطبيعية الخلابة لمدة 15 دقيقة قبل الإفطار، أو حاولي التجول في الحدائق العامة قبل عودتك من العمل، وحاولي أن تتأملي روعة الكون من حولك، أنصتِ لصوت حفيف أوراق الأشجار، استنشقي الهواء النقي، راقبي حركة الغيوم؛ فجميعها سُتساعدك على إعادة التوازن لجسدك وعقلك لتعزيز تفكير الإيجابي، وتحسين حالتك النفسية بشكل كبير. فكّري بطريقة إيجابية احرصي على تبني التفكير الإيجابي كمنهج تسيري عليه خلال ساعات صيامك، فالإيجابية تدفعك لرؤية الجانب المُشرق من كل أمر؛ ومهما واجهتي من تحديات وصعّاب ستنجحين في تجاوزها. فضلًا عن ذلك، الإيجابية ستمنحك الأمل والتفاؤل الذي سيُحسن حالتك النفسية لتقضي أيام رمضان بسعادة وهناء. تقرّبي من الله سبحانه وتعالى قال الله تعالي" ألّا بِذِكر اللهِ تطمئِن القلوب". وكي تشعُري بالسكينة والطُمأنينية تقربي من الله أكثر من خلال أداء الصلوات الخمسة، صلاة التراويح، وقيام الليل، تلاوة القرآن، والتسبيح، والتهليل، ومساعدة المحرومين، والفقراء، والتصدّق على المحتاجين؛ فكلها أمور ستُحسن من حالتك النفسية وبالتأكيد ستدفعك إلى التفكير الإيجابي بتلقائية وحب وشغف لحياة أفضل مدى الحياة وليس خلال شهر رمضان فقط. اختصي وقتًا لمشاهدة مسلسل كوميدي تتسابق المحطات التليفزيونية على عرض المُساسلات في رمضان، لذا اختاري مسلسل كوميدي لمتابعته والاستمتاع بمشاهدته؛ إذ تدفعك المشاهد المعروضة، والحوارات، والمواقف التي تدور عليها أحداثه الكوميدية، إلى الضحك والشعور بالبهجة، ما يساهم ذلك في تحسين تفكيرك الإيجابي وحالتك المزاجية خلال شهر رمضان على وجه التحديد.
مشاركة :