على الرغم من حملات التوعية السنوية التي تحدث خلال شهر مارس، تشهد أعداد المصابين بسرطان القولون والمستقيم حول العالم، للأسف تزايدًا غير مسبوق؛ إذ تمَ تسجيل أكثر من 1.9 مليون حالة إصابة جديدة بهذ النوع من السرطانات حول العالم في العام 2020، و930 ألف حالة وفاة. فيما يُتوقع إصابة 3.2 مليون شخص بالمرض بحلول العام 2040. ويُعدُّ سرطان القولون والمستقيم، السبب الرئيسي الثالث حول العالم للوفيات الناجمة عن مرض السرطان ، والسبب الثاني الأكثر شيوعاً للوفيات بسبب السرطان في دولة الإمارات بنسبة 8.9%.. وعليه، ينصح خبراء الصحة في الدولة جميع المواطنين والمقيمين فيها، بوجوب اتباع الإجراءات الطبية الواجب القيام بها ومنها الفحوصات المبكرة، خاصةً للأشخاص الذين لديهم تاريخٌ عائلي لهذا المرض. كما نستعرض مع الدكتور عبدالقادر المصعبي، استشاري أمراض الجهاز الهضمي والمناظير ونائب مدير الشؤون الطبية في مدينة الشيخ شخبوط الطبية بالشراكة مع مايو كلينك، المزيد من المعلومات حول سرطان القولون والمستقيم، وكيفية الوقاية منه في مقابلة أجراها معه قسم صحة ورشاقة على موقع مجلة "هي". الدكتور عبدالقادر المصعبي استشاري أمراض الجهاز الهضمي والمناظيرما هو سرطان القولون والمستقيم، ولماذا يجمع بين جزئين من المعدة سرطان القولون والمستقيم هو أحد أنواع السرطانات حيث تنمو الخلايا في القولون أو المستقيم بشكل خارج عن السيطرة. وسرطان القولون والمستقيم، الذي يُطلق عليه اختصارًا إسم سرطان القولون أحياناً، يصيب القولون أي الأمعاء الغليظة؛ أما المستقيم فهو الممر الذي يربط القولون بالشرج. يمكن أن يحدث سرطان القولون والمستقيم عندما تتكون أورامٌ غير طبيعية، تسمى الزوائد اللحمية، سواء في القولون أو المستقيم وبمرور الوقت، يمكن أن تتحول هذه الأورام الحميدة إلى أورام خبيثة وتُسبَب السرطان. ويسمى سرطان القولون والمستقيم أحياناً بسرطان القولون، وهو مصطلحٌ يجمع بين سرطان القولون وسرطان المستقيم، والذي يبدأ في المستقيم. وغالبًا ما يُشار إلى السرطان داخل المستقيم (سرطان المستقيم) والسرطان داخل القولون (سرطان القولون) مجتمعين بإسم "سرطان القولون والمستقيم". ورغم أن سرطانات المستقيم والقولون متشابهةٌ من نواح كثيرة، إلا أن علاجاتهما مختلفة تمامًا. ما هي أسباب وعوامل الخطر وراء سرطان القولون والمستقيم تختلف عوامل الخطر باختلاف نوع السرطانات. ويمكن تغيير بعض تلك العوامل، مثل التدخين، في حين هناك عوامل خارجة عن السيطرة، مثل عمر الشخص أو تاريخ الإصابة في العائلة. ويزداد خطر إصابة الشخص بسرطان القولون والمستقيم مع تقدمه في السن. فيما تشمل عوامل الخطر الأخرى: الإصابة بمرض التهاب الأمعاء. تاريخ شخصي أو عائلي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم أو الأورام الحميدة في القولون والمستقيم. المتلازمة الوراثية مثل داء السلائل العائلي الورمي الغدي أو سرطان القولون والمستقيم الوراثي غير السلائلي (متلازمة لينش). إضافة إلى العوامل المرتبطة بنمط الحياة التي قد تساهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم ومنها: سرطان القولون والمستقيم شائع لدى العائلات ذات التاريخ العائلي للمرضقلة النشاط البدني المنتظم. اتباع نظام غذائي يفتقر إلى الفاكهة والخضروات. اتباع نظام غذائي منخفض الألياف وغني بالدهون، أو نظام غذائي غني باللحوم المُصنَعة. ترتبط عوامل السُمنة واستهلاك الكحول وتدخين التبغ أيضًا، بسرطان القولون والمستقيم ويمكن أن يُسبَب سرطان القولون والمستقيم العديد من المضاعفات الطبية، من بينها: انسداد القولون مما يُسبًب انسداد الأمعاء. انتشار السرطان إلى أعضاء أو أنسجة أخرى (انتقال الخلايا السرطانية). تطوّر سرطان أساسي ثاني في القولون والمستقيم. ما هي الفئات الأكثر عرضةً للإصابة بسرطان القولون والمستقيم يتعرض كلٌ من الرجال والنساء بشكل متساوٍ لخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وهو أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا وما فوق؛ ولكن يمكن أن يصيب المرضى حتى في سن المراهقة. وتحدث غالبية سرطانات القولون والمستقيم للأشخاص الذين ليس لديهم عوامل خطر معروفة، وهنا تكمن أهمية الفحص المنتظم. كما يمكن أن يزيد التاريخ الشخصي أو العائلي للإصابة بسرطان القولون أو المستقيم، أو وجود زوائد في القولون، من خطر الإصابة بالمرض. إذن، هناك ضرورةٌ لإجراء الفحوصات الدورية لدى الأشخاص ذوي التاريخ العائلي لسرطان القولون والمستقيم سرطان القولون والمستقيم شائع لدى العائلات ذات التاريخ العائلي للمرضالفحص المنتظم هو أساس الوقاية من سرطان القولون والمستقيم. في الوقت الحاضر، يُكتشف حوالي أربعة فقط من كل 10 مرضى سرطان القولون والمستقيم في مرحلة مبكرة قبل انتشاره . ويتوفر عددٌ من أدوات الكشف الطبي البسيطة والحيوية للتحقق من أورام القولون والمستقيم بانتظام. مع الإشارة إلى أنه يمكن أن تستغرق هذه الأورام الحميدة ما يصل إلى 10 إلى 15 عاماً قبل أن تتحول؛ لذا فإن الإكتشاف المبكر له أهميةٌ قصوى للحصول على علاجات أسهل وأكثر أمانًا، ويمكن أن تزيد من معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات إلى 90%. ما هي علاجات سرطان القولون والمستقيم المتبعة حاليًا، وهل هناك علاجات ثورية مستقبلية يجري العمل عليها في الحالات التي يكون فيها سرطان القولون والمستقيم صغيرًا جدًا، سيتم استخدام نهجٌ جراحي محدود التدخل للعلاج. وتنظير القولون والجراحة التنظيرية محدودة التدخل هما الخيارات الأكثر شيوعًا. أما في المرحلة المتأخرة من سرطان القولون والمستقيم، فعادةً ما تتضمن العلاجات جراحة لاستئصال السرطان؛ ولكن توجد أيضاً علاجات أخرى مثل العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي، وقد أثبتت جميعها فعاليتها في علاج السرطان. والطبيب سيتحدث للمريض عن أي تقنيات وعلاجات وابتكارات جديدة متاحة لمرضى سرطان القولون. هل يمكن الوقاية من سرطان القولون والمستقيم، وكيف سرطان القولون والمستقيم هو نوع سرطان يمكن الوقاية منه بسهولة وبساطة تامة من خلال الكشف المبكر والفحص المنتظم. وبشكل عام، فإن الطريقة الأكثر فعالية لتقليل خطر إصابة الشخص بسرطان القولون والمستقيم، هي الخضوع لفحص سرطان القولون والمستقيم بشكل روتيني ومنتظم بدءاً من سن 40 عامًا. وقد شهد فحص القولون المبكر تطورًا مبهرًا في رفع دقة الكشف، باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي الذي تقدمه مدينة الشيخ شخبوط الطبية، حيث يمكن للراغبين في إجراء الفحص الدور المبكر من استخدام نظامGI Genius AI التي تعتمد على تقنية الواقع المُعزَّز، لكشف الزوائد التي يصعب رصدها إلى حدّ كبير؛ حيث تكون الزوائد المعروفة بإسم الورم المُسطَح غير ملحوظة ويمكن تجاوزها بسهولة. وهنا تكمن أهمية نظام الذكاء الاصطناعي المُدمج في المساعدة على كشف تلك الأورام أثناء إجراءات تنظير القولون، حيث تمكَن الأطباء على توجيه المنظار الداخلي من متابعة تفاصيل الإجراء على شاشة فيديو مُعزّزة. ويسهم استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي بزيادة هذا المعدل إلى حوالي 50٪ إلى 55٪ من الأفراد، بما يرفع من معدلات اكتشاف الأورام الحميدة إلى حدّ كبير، ويُعدَ ذلك معيارُاً جيدًا، حيث تُخفَض زيادة معدل اكتشاف الأورام. سرطان القولون والمستقيم يمكن الوقاية منه بالفحص ونمط الحياة الصحيكما أن اتباع نظام غذائي منخفض الدهون الحيوانية وغني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، يمكن أن يُقلَل من خطر الإصابة بأمراض مزمنة أخرى، مثل مرض الشريان التاجي والسكري. وقد يُقلَل هذا النظام الغذائي كذلك من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. وتشير بعض الدراسات إلى أن الأشخاص قد يُقلَلون من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم عن طريق زيادة النشاط البدني، والحفاظ على وزن سليم، والحد من استهلاك الكحول وتجنب التبغ. في الختام، ندعوك عزيزتي القارئة وكافة قراء موقع مجلة "هي"، إلى ضرورة الالتزام بنمط حياة صحي واتباع إرشادات ونصائح الأطباء لجهة الفحص المنتظم لتحري أية زوائد أو أورام حميدة في القولون والمستقيم ومعالجتها قبل أن تتحول لخلايا سرطانية. وتذَكري أن العناية بصحتك وعناية من تحبين هي واجبٌ لا ينبغي التهاون فيه أبدًا.
مشاركة :