هو الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، ورد في فضله مجموعة من الأحاديث، منها: ما رواه جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: قال: أقبل سعد رضي الله عنه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هذا خالي فليرني امرؤ خاله»، وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قال: سمعني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أدعو، فقال: «اللهم استجب له إذا دعاك». هو سعد بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص: مالك بن أهيب بن عبد مناف القرشي، الزهري، الصحابي الجليل رضي الله عنه، هو أحد الستة الذين جعل عمر فيهم الشورى، وأخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو عنهم راضٍ. وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وكان مجاب الدعوة مشهوراً بذلك، تخاف دعوته وترجى، لا يشك في إجابتها عندهم ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بذلك، كان من أوائل من أسلم بمكة المكرمة على يد الصديق أبي بكر رضي الله عنه. وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني عام حجة الوداع من وجع اشتد بي، فقلت: إني قد بلغ بي من الوجع وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة، أفأتصدق بثلثيّ مالي؟ قال: «لا» فقلت: بالشطر؟ فقال: «لا»، ثم قال: «الثلث والثلث كبير أو كثير، إنك أن تذر ورثتك أغنياء، خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها، حتى ما تجعل في في امرأتك»). وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا قعوداً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «يدخل عليكم من ذا الباب رجل من أهل الجنة»، قال: وليس منا أحد إلا وهو يتمنى أن يكون من أهل بيته، فإذا سعد بن أبي وقاص قد طلع. افتخر به النبي صلى الله عليه وسلم وفداه بأبيه وأمه دون سواه، وكان كريماً متصدقاً، وحريصاً على استشارة الرسول صلى الله عليه وسلم في كل أموره، وكان باراً بأمه، فنزل فيه قول الله تبارك وتعالى: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)، «سورة لقمان: 15»، توفي بالعقيق قريباً من المدينة، ودفن بالبقيع.
مشاركة :