شهد غرب العراق والعاصمة بغداد عاصفة ترابية، اليوم الجمعة، هي الأولى هذا العام، في البلد الذي أصبحت تتكرر فيه هذه الظاهرة المناخية لا سيما خلال فصل الربيع. ضربت العراق، العام الماضي، عشرات من العواصف الترابية المماثلة خلال فصل الربيع كان عددها غير مسبوق. وغطّت، اليوم الجمعة، كتل برتقالية كثيفة من الغبار والرمال أجواء بعض المناطق العراقية. وانخفض مستوى الرؤية بشكل كبير، فيما غطّت طبقات من التراب السيارات والمنازل. وبفعل الرياح، وصلت العاصفة بعد ظهر الجمعة من محافظة الأنبار في غرب العراق إلى بغداد ومحافظة صلاح الدين. ولم تحصِ السلطات المحلية حتى الآن عدد الأشخاص الذين أدخلوا إلى المستشفيات جراء اضطرابات في التنفس ناجمة عن الغبار. في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة العراقية، في بيان "استنفار المؤسسات الصحية كافة لاستقبال حالات الاختناق التي قد تحدث بسبب موجة الغبار". وقال ميثم الصافي مدير إعلام وزارة النقل إن "الرحلات الجوية مستمرة حالياً". وخلال ربيع العام 2022، شلّت العواصف الترابية المتكررة حركة النقل الجوي وتسبب في تعطيل المدارس والمؤسسات، وعرّضت الآلاف لحالات من الاختناق أدخلوا على أثرها إلى المستشفيات. بحسب الخبراء، فإن هذه الظاهرة المناخية قد تزداد سوءاً في العراق. ومع تراجع الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وازدياد التصحر، يعدّ العراق من الدول الخمس الأكثر عرضةً للآثار السلبية للتغير المناخي في العالم، وفق الأمم المتحدة. وعلى مدى العقدين المقبلين، من المتوقع أن تشهد البلاد "272 يومًا من الغبار" سنويًا. وفي عام 2050، ستصل الأيام المغبرة إلى عتبة 300 يوم وفقًا لمسؤول من وزارة البيئة. وبحسب عامر الجابري، المتحدث باسم دائرة الأنواء الجوية العراقية، فإن سبب تصاعد ظاهرة العواصف الترابية في العراق هو "الجفاف وقلة الأمطار وجفاف الأنهر وهشاشة التربة وعدم تماسكها"، مضيفاً أن "افتقار البلاد أيضاً للغطاء النباتي... وجرف الأراضي الزراعية"، يساهمان في تردّي الوضع. ومن بين الإجراءات المتخذة للحدّ من هذه الظاهرة، تتحدث السلطات عن إنشاء أحزمة خضراء حول المدن، تشكّل رادعاً أمام العواصف الترابية. في منتصف مارس الجاري، أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إطلاق مبادرة تشجير لمكافحة التصحر والعواصف الترابية تتضمّن "زراعة خمسة ملايين شجرة ونخلة في عموم محافظات العراق".
مشاركة :