الأمل والرجاء في الأدب العربي تحت ضوء 'المركز'

  • 3/31/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

صدر حديثا عن مركز أبو ظبي للغة العربيّة، عدد خاص ومزدوج من "المركز: مجلة الدراسات العربيّة"، التي تُعنى بالدراسات العربيّة لغةً وأدبًا وثقافة.  وقد خصصت المجلة هذا العدد لموضوع "الأمل والرجاء في الأدب العربي"، وشارك في إعداد مواده نخبة من اللغويين والكتاب والباحثين من المغرب، ومصر، وفلسطين، والأردن، والإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عُمان.  وتسعى المجلة من خلال مواد هذا العدد إلى سد الثغرة الناشئة عن غياب التقييمات الأكاديمية المعاصرة لموضوع الأمل والرجاء في الأدب العربي.  وتقدم في هذا العدد تسع دراسات جديدة عن الأمل في مختلف الأنواع الأدبية العربية، وبرؤىً نقدية متنوعة.   أدباء وشعراء قدامي  وتعالج تلك الدراسات جوانب مختلفة من الأمل في الأدب العربي، وتبين أن الأمل يولد غالياً في أوقات المحن، وموزع زمنياً بين الموضوعات القديمة والحديثة، فتدرس ست مقالات منها أعمال أدباء وشعراء قدامي، وهم الحارث المحاسبي (ت 857/243)، وابن قتيبة ت 889/26)، وابن أبي الدنيا (ت 894281)، والتنوخي (ت 364/ 994)، وأبو إسحاق الصابي (ت 4/284وو)، والدينوري (ت) بعد 2010/400)، والخركوشي (ت 2016/407)، والهرويّ الأنصاريّ (ت 1089/45)، وابن المقرب العيوني (ت 1222/609)، وابن الأحمر (ت 1434/807-1435).   فيما تدرس ثلاث منها أعمال أدباء وشعراء معاصرين، وهم أبو القاسم الثاني (1909-1924)، وإبراهيم طوقان (1905-1941)، وريم غنايم (1962-)، ووسام جبران (1970).  وأما مقالات العدد فتناول شعر مديح النبي محمد (ص)، والتصوّف، والفرج بعد الشدة، والطعام في تعبير الرؤيا، ورسائل الشفاعة، والاستعمار في أدب الرحلة، والوطنية، وتتوسّل المقالات الأدوات السردية، والنصية، والبنيوية، والنحوية، والبلاغية، والمعجمية، وما بعد الاستعمارية، وفي كل منها، تقدّم تحليلات مفصّلة للنصوص والمجتمعات، وتضيء على الحضور القوي للأمل في الشرق الأوسط بماضيه وحاضره، وعلى إيجابية سكانه وشجاعتهم.  الخصائص التي ينفرد بها الأدب العربي  ووفقا لافتتاحية العدد التي كتبها علي بن تميم، رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية، ورئيس تحرير المجلة، وطاهرة قطب الدين، عضو هيئة تحرير المجلة، وبلال الأرفه لي، المحرر التنفيذي للمجلة، فإن هذه المجموعة من الدراسات والمقالات التي نشرت بالعدد الجديد من المجلة، تشكل مخزونا لآمال العالم العربي وتطلعاته عبر التاريخ، مستعرضة الخصائص التي ينفرد بها الأدب العربي، والهواجس التي يشترك فيها مع الأسرة البشرية كلها.  وعبرت الكلمة الافتتاحية عن الأمل في أن تبني هذه الدراسات المستندة إلى مقاربات مختلفة في عدد من المجالات، إطاراً لدراسات مستقبلية من موضوع الأمل والرجاء في الأدب العربي، وغيره من الموضوعات في الأدب العربي.  وتؤكد افتتاحية العدد على حضور موضوع الأمل الرجاء في آداب حضارات العالم، وبروزها بوضوح في الأدب العربي، قديمه وحديثه، شعره ونثره، وتلفت إلى أن دراسات قليلة عالجت هذه الموضوع من قبل، وندرة الدراسات المرتكزة إلى الموضوعات (thematically-oriented) في حقل دراسات الأدب العربي عموماً، رغم شيوعها في الأدب الإنجليزي وغيره من الآداب العالمية.   وأشارت افتتاحية العدد، إلى أنه يُذكر في هذا السياق كتاب قيم لفرانز روزنتال بعنوان "أحلى من المني: الشكوى والأمل في العصر الإسلامي الوسيط"، وهو في قسمين: الأول عن "الشكوى من الزمن" والثاني عن "الأمل والأماني"، وأن روزنتال يُناقش في القسم الثاني الدلالات المرادفة للأمل، وهي الرجاء، والطمع، والحرص، والمنية، والأمنية، ويشرح انعكاسات الأمل والتمنّي في الأدب العربي القديم، لا سيما في الأعمال الوعظية والصوفية، ونوّهت إلى أن موضوعات الشكوى ودم الزمان الواردة في ديوان أبي تمام ورسائل الهمذاني - مثلاً – تُعد أنماطا أدبية أو موتيفات ذات صلة، وأن فلسفة الأمل في الأدب العربي الحديث جمعت بين تربية الأمل على رأي محمود درويش (1941-2005) "تربّي الأمل"، وإلزامه على رأي سعد الله ونوس (1997-1921) "إننا محكومون بالأمل".   الدراسات البينيّة والمقارِنة  يُذكر أن "المركز: مجلة الدراسات العربيّة"، هي مجلة عربية محكمة، تصدر نصف سنوية عن مركز أبو ظبي للغة العربيّة، بالتعاون مع مؤسسة "بريل" التي تُعد إحدى أعرق دور النشر العالمية، وتعنى بالدراسات العربيّة لغةً وأدبًا وثقافة. وتتناول موضوعاتها قضايا مختلفة تاريخيّة ونقديّة ومراجعاتٍ للكتب، كما تغطّي مساحةً زمنيّةً تمتدّ منذ فترة ما قبل الإسلام إلى الفترة المعاصرة. وتحرص المجلّة على الإلمام بشؤون اللغة الفصحى واللهجات المحكيّة، وبالإرثينِ المكتوب والشفويّ، شعرًا ونثرًا، وتولي كذلك اهتمامًا للدراسات البينيّة والمقارِنة.  وقد جاء صدور المجلة في إطار جهود مركز أبو ظبي للغة العربية في دعم اللغة العربية وتعزيز حضورها عربياً ودولياً، وتحقيق استراتيجياته في تنشيط البحث العلمي في حقول اللغة العربية.  وتشكّلت هيئة تحرير المجلة من علي بن تميم، رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية، رئيساً للتحرير، والمحرر التنفيذي بلال الأرفه لي، من الجامعة الأميركية في بيروت، لبنان، وضمت هيئة التحرير: خليل الشيخ، من جامعة اليرموك بالأردن، وطاهرة قطب الدين، من جامعة شيكاغو بالولايات المتحدة الأميركية، وموريس بومر انتز، من جامعة نيويورك أبو ظبي، بالإمارات العربية المتحدة، بجانب لينا الجمال، من الجامعة الأميركية في بيروت، محرّر مراجعات الكتب والمدقق اللغوي.   وأما الهيئة الاستشارية للمجلة فتشكّلت من: محسن جاسم الموسوي، جامعة كولومبيا، الولايات المتحدة الأميركية - عبد الله الغذامي، جامعة الملك سعود، السعودية - هنادا طه، جامعة زايد، الإمارات العربية المتحدة – فيتالي نعومكن، معهد الاستشراق بموسكو، روسيا - فيليب كينيدي، جامعة نيويورك أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة - شوكت تراوا، جامعة يال، الولايات المتحدة الأميركية - سوزان ستيتكيفتش، جامعة جورج تاون، الولايات المتحدة الأميركية - بياتريس غروندلير، جامعة برلين الحرة، ألمانيا - جيمس منتغمري، جامعة كامبردج، المملكة المتحدة - عبد القادر الفاسي الفهري، جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، الإمارات العربية المتحدة. 

مشاركة :